fiogf49gjkf0d
 

بعد أن تجمعوا أمام مسجد مصطفى محمود بالمهندسين، وكل ما يملكونه مجموعة من الكراتين الفارغة، ولوحة مكتوب عليها شعارهم، وطلبا لمساعدة الشعب السورى المقهور بأيدى زعمائه، استطاع شباب "ائتلاف الشعوب العربية" أن يجمعوا مبلغ يزيد عن 45 ألف جنيه خلال 10 ساعات فقط فى أول يوم لجمع المساعدات للثورة السورية.

مجموعة الشباب، التى لم تستطع الوقوف مكتوفة الأيدى أمام معاناة الشعب السورى، توجهت على الفور للجنة الإغاثة والطوارئ باتحاد الأطباء العرب لتحصل منها على تصريح بجمع الأموال، وهو ما وافق عليه الاتحاد، بعد أن قام باعتماد شخص منهم، كمندوب عن الاتحاد، ليتجهوا بعدها على الفور إلى ميدان مصطفى محمود ويقوموا بجمع التبرعات التى كان أحدها بمبلغ 16 ألف جنيه وآخر بمبلغ 10 آلاف، إضافة إلى مجموعة كبيرة من التبرعات المتفرقة من الشعب المصرى.

ما هى آخر الأخبار فى سوريا؟.. وكيف ستقومون بتوصيل هذه الإعانات؟.. وهل ستقومون بتنظيم حملات للتبرع بالدم؟.. كانت هى الأسئلة الأكثر التى أطلقها المارين على الشباب مع الجمل التشجيعية التى ملأت المكان، ويقول محمود إبراهيم، خريج كلية الهندسة بجامعة القاهرة، وأحد أعضاء الائتلاف، "بدا على الجميع القلق حول الأوضاع فى سوريا، ونحن قمنا بطمأنتهم مثلما نقل لنا إخواننا السوريون، أنه على الرغم من الانتهاكات الضخمة والمعاناة التى يعيشها الشعب السورى إلا أنهم موقنون بنجاح ثورتهم، ويرون أنها فى مراحلها الأخير، وأصبح من الواضح لهم انهيار نظام بشار الأسد".

وأضاف "عن كيفية توصيل المعونات، فنحن الآن نجمع أموالا حتى يكون توصيلها أسهل، وسنقوم بإرسال كل ما نجمعه يوميا للجنة الإغاثة التى ستنقلها لمسئوليها فى تركيا، وسيقومون هم بشراء مستلزمات الإغاثة وإدخالها إلى سوريا عن طريق مصادرهم، كما فتحنا الآن خطا مع الجانب الأردنى، فى محاولة لإنشاء خط برى للمعونات مثلما فعلنا مع ليبيا".

وعن خطواتهم القادمة قال، "سنتواجد يوميا فى الميدان، كما سنقوم بالذهاب لدروس المشايخ الكبار، مثل عمرو خالد ومحمد حسان، والتى تشهد نسبة حضور كبيرة لنجمع منها التبرعات، كما نتباحث الآن مع بنك الدم لتنظيم حملات تبرع، وسننظم مجموعة من المعارض السورية فى النوادى نوجه دخلها لإغاثة الشعب السورى".

ائتلاف الشعوب العربية هو حلم وفكرة لثمانية شباب من منطقة المهندسين، قاموا بتدشين صفحة لها على موقع الـ"فيس بوك" فى فبراير من العام الماضى، ليكتشفوا أن هناك شبابا آخرين يشاركوهم هذا الحلم، من خلال صفحة بنفس الاسم، ليقوموا بالتواصل معهم ويبدأون إطلاق أولى حملاتهم لإغاثة ليبيا، ويقول محمود "ليبيا كانت أسهل من سوريا بسبب تماس الحدود بيننا، لذلك كنا نجمع معونات مباشرة مع الأموال، وكل ما كنا نملكه وقتها من إثبات هويتنا هو خطاب بسيط من لجنة الإغاثة، وفى أول يوم لنا جمعنا 50 جنيها فقط من أصدقائنا، ولكن فى اليوم الثانى ومع الإعلان عبر صفحة الـ"فيس بوك"، وجدنا المعونات تصل إلى 150 ألف جنيه، ومع استمرار الحملة على مدار شهر ونصف جمعنا معونات تقدر قيمتها بـ20 مليون جنيه".

الشباب الذين نشروا الحيوية والروح فى ميدان مصطفى محمود أكدوا فى النهاية أن تحقيق حلم الوحدة العربية أصبح قريبا، بعد أن أصبحت الشعوب تملك مصائرها بعيدا عن الحكومات الديكتاتورية التى استبدت بهم وعملت على التفرقة فيما بينهم لسنوات.