fiogf49gjkf0d
"مين فينا عنده مشكلة إنه يوقف تاكسى فى القاهرة؟".. عدد الأيادى التى ارتفعت مجيبة على هذا السؤال كانت كفيلة باعتراف الحاضرين بوجود مشكلة حقيقية فى سيارات الأجرة داخل القاهرة، أو المحافظات الكبرى بشكل عام، وهو ما لفت النظر إلى مشروع تامر أحمد، 38 سنة، الذى احتل المركز الثانى فى "ماراثون الأفكار" بمؤتمر "عرب نت" على مستوى الشرق الأوسط لتشجيع المشاريع الشبابية والحلول المبتكرة لمشاكل المجتمع.
"I Call Taxi".. اسم أطلقه "تامر" على مشروع يعالج به مشاكل الزحام والصعوبة التى يواجهها الركاب فى محاولة إيقاف سيارات الأجرة، وما يسببه من تأخير، إلى جانب معاناة السائقين فى التجول للبحث عن ركاب، فكان الحل من وجهة نظر "تامر" أن يستغل عمله فى مجال هندسة الاتصالات، ويؤسس شبكة يتحرك فى إطاراها سائقو التاكسى وفقاً لخريطة محكمة يتم إعلامهم بها عن طريق التليفون، وهو ما يوفر الكثير من الوقت والبنزين.
وعن مشروعه يقول "تامر": الفكرة قائمة على شبكة واحدة تجمع بين عدد من السائقين الذين يقومون بتسجيل بياناتهم على الشبكة، على أن نقوم بتزويد السيارة بجهاز تتبع "GBS" نستطيع من خلاله التعرف على مكان السيارة، ثم ندرج تحت قائمة العملاء مجموعة أخرى هم "الركاب"، ويتم الاتصال عن طريق رسالة قصيرة يرسلها الراغب فى سيارة أجرة على أن يوضح فيها مكان تواجده والوقت الذى يرغب فيه فى السيارة، فنقوم بالتواصل مع السائقين الموجودين فى نفس المنطقة التى يقف بها الراكب، وذلك من خلال جهاز التتبع، الأمر الذى يسهل على السائقين عملية التجول المستمر فى البحث عن ركاب، ويوفر الكثير من البنزين، خاصة وسط الزحام الهائل هذه الأيام، كما يسهل على الركاب عملية الحصول على تاكسى.
وعن دور المشروع فى ظاهرة سرقة سيارات الأجرة يقول "تامر": الجزء الثانى من هدف المشروع هو معالجة ظاهرة اختطاف سيارات الأجرة، وتعريض حياة السائقين للخطر، والحصول على فدية كبيرة فى مقابل إعادة السيارة، ونستطيع من خلال هذه الفكرة التغلب تماماً على هذه الظاهرة بواسطة جهاز التتبع، كما يلغى هذا المشروع فكرة اختطاف الركاب عن طريق التاكسى، وهو ما سينهى أخيراً حوادث الخطف والسرقة بالإكراه فى سيارات الأجرة.
يكمل "تامر": هناك حوالى 120 سيارة تاكسى فى القاهرة فقط، ووفقاً لما أجريته من إحصائيات فهناك واحد من ضمن كل عشرة أشخاص يستخدمون سيارات الأجرة يومياً، وهو ما يعادل مليون راكب فى اليوم، وهدفنا الوصول فى السنة الأولى إلى 10 آلاف سائق مشارك فى المشروع، لأن المشروع يخدم السائقين فى المقام الأول، ولا يكلفهم أى أعباء على الإطلاق.
أما عن رد فعل السائقين، فقد حاز المشروع على إقبال هائل من قبل السائقين فى استطلاع الرأى الذى أجراه "تامر" على أكثر من 150 سائقًا بتوجهات مختلفة، كما حاز على إقبال كبير فى الاستطلاع الذى قامت به "اليوم السابع" لقياس رأى الشارع فى هذه الفكرة.
يقول إبراهيم عبد الحميد، 32 سنة، سائق تاكسى لـ"اليوم السابع": "الفكرة حلوة أوى، ويا ريت ينفذوها بسرعة وأنا أول المشتركين"، أما "محمد" الذى عانى بعد الثورة من حادثة اختطاف سيارة أجرة كان يعمل عليها وتعرضت حياته للخطر، فيبحث بعد نجاته عن حل لمشكلة الاختطاف التى تعرض لها الكثير من زملائه ولا يجدون ما يفعلونه حيالها سوى "التوكل على الله، وعدم التأخر ليلاً، وهو ما دفعه للتحمس الشديد للفكرة وقال: "على الأقل الواحد يطلع بالعربية وهو مطمن إن فيه حد هيلاقيه".
"هنستريح من اللف طول النهار ندور على ركاب".. هكذا أعلن مرقص عوض سيدهم، 30 سنة، عن مشاركته فى المشروع بمجرد تنفيذه، وقال "مرقص": "أكتر حاجة متعبة اللف طول النهار أدور على زبون ممكن يكون واقف فى الشارع اللى ورايا وأنا مش شايفه".. "مرقص" سأل عن كل تفاصيل الفكرة، وبعدها أكد أن هذا المشروع هو الحل الأمثل للعديد من مشاكل السائقين.
مشروع "I Call Taxi" الذى انتهى تامر أحمد من وضع دراسة الجدوى له، وتنفيذ "النظام الشبكى الذى يربط بين السائقين" ينتظر الآن موافقة بعض رجال الأعمال الذين تحمسوا للفكرة، على أن يتوقف الربح على الرسائل القصيرة التى يرسلها الركاب، ولا تكلف السائق مليمًا واحدًا.