fiogf49gjkf0d

أثارت مشاركة أطفال الشوارع فى المظاهرات الأخيرة وخصوصا دورهم فى معارك شارع محمد محمود، العديد من علامات الاستفهام حول أسباب هذه المشاركة ودوافعها، وخصوصا مع إصابة أعداد كبيرة منهم فى المواجهات مع أجهزة الشرطة.

أكد أطباء المستشفى الميدانى المتواجدين بجوار مجمع التحرير ناحية الجامعة الأمريكية، أن معاملاتهم مع الأطفال المصابين الذين انتشروا فى أرجاء الميدان وخاصة حول المستشفى الميدانى، أظهرت عدم وجود سبب مشترك بين الأطفال للمشاركة، وأكدوا أن بعضهم كان يشارك لمجرد المشاركة فهم موجودون بالشارع أصلا، فيما كان البعض الآخر يحاول مساعدة الثوار والوقوف بجانبهم وخصوصا مع وجود أعداد كبيرة من المصابين.

وقال عبد الله، أحد الأطفال الذين شاركوا فى اشتباكات الشارع الدموية، واستخدم الحجارة لمساعده الثوار، إنه شارك ليأخذ حقه من الذين أضاعوه، إضافة إلى الانتقام من الشرطة التى تعاملهم معاملة سيئة.

وأكد عبد الله أنه لم يخف من الموت أبدا ولم يشعر أن دخوله للشارع سيتسبب فى موته، فبرغم صغر سنه الذى لا يعرفه هو شخصيا ويقدر بحوالى ثمانى سنوات إلى أنه كان يستطيع المهاجمة فى الوقت الجيد والاختباء فى الوقت المناسب أيضا.

أما أحمد، وهو أيضا أحد أطفال الشوارع الذين لا يعرفون سوى أسمائهم فقط، قال إنه لم يدخل الشارع ولكنه شارك مع الثوار ومتواجد فى الميدان، وشدد على أن تواجد الأطفال فى الميدان أمر طبيعى لأنه يعتبر بيت الكثيرين منهم، وخصوصا بعد استشهاد صديق له كان يعيش ويسكن معه فى الأنفاق وتحت الكبارى فى مظاهرات جمعة الغضب، ليتحول ميدان التحرير إلى بيته الدائم، وهو ما ساعده على التواجد مع الثوار دائما.

فيما قال محمود محمد مكى أحد الشباب المشاركين فى الميدان أنه يحمد الله لكون هؤلاء الأطفال المشاركين فى الثورة متواجدون وسط ثوار التحرير، ليقلدوا سلوكهم المنضبط، وتمنى أن تمثل هذه المشاركة ناقوس خطر للمجتمع حول الأعداد الضخمة لهؤلاء الأطفال الذين لا يملكون منزل ولاقوا أشد أنواع العقاب والتعذيب فى الشوارع دون أى ذنب من أن نشهد فى المستقبل انتفاضه لهم ربما لا تحمد عقباها.