fiogf49gjkf0d

قد تجد نفسك مرغما على الرضوخ أمام الأسعار المرتفعة للقرطاسية ومستلزمات المدرسة لتواجه عبئا إضافيا جديدا لا مفر منه بعد انتهاء موسم رمضان وعيد الفطر، فاحتياجات المدرسة باتت «مطلبا» أساسيا يستنزف جيوب المواطنين والمقيمين خصوصا أولئك الذين يعيشون ظروفا اقتصادية صعبة.

ورغم ان التجهز للمدارس بات بالنسبة للكثيرين مجرد تقليد سنوي إلا أن مهرجانات القرطاسية في الجمعيات التعاونية وضعت أولياء الأمور أمام خيارات عدة وأسعار متنوعة ومتدرجة تلائم ذوي الدخل المحدود وغيرهم.

»الأنباء» جالت على مهرجانات القرطاسية التي أطلقتها بعض الجمعيات التعاونية مؤخرا واستطلعت من رؤساء مجالس الإدارات ملامح الخطة التسويقية لهذه المهرجانات من جهة وانطباع المساهمين والمستهلكين عن قرطاسية الموسم الدراسي الجديد وأسعار المستلزمات المدرسية في تلك الجمعيات التعاونية من جهة أخرى، وذلك من خلال التحقيق التالي.. فإلى تفاصيله:

البداية كانت مع محمد علي الذي التقيناه في قسم القرطاسية بإحدى الأسواق الموازية، حيث قال ان الملاحظ قبل بداية الفصل الدراسي أن هناك تنوعا في المنتجات والمستلزمات المدرسية مع تناسب في الأسعار والخبر السار بالنسبة للكثير من أولياء الأمور ذوي الدخل المحدود هو أن هناك بعض الشنط والكراسات والمستلزمات المدرسية المقلدة للماركات العالمية الباهظة الثمن، ما يجعل سعرها في متناول اليد ترضي الأطفال.

وأشار محمد علي إلى أنه يقوم بتسوق القرطاسية في الكويت وإرسالها بالشحن إلى مصر ليستفيد منها أبناء إخوانه وإخوته، ففي الكويت يمكن الحصول على خامات جيدة بأسعار أقل وما يميز العروض هنا أنها متدرجة في جودتها وأسعارها فهناك نحو 5 درجات، أما في مصر فيمكن الحصول على درجتين الفرق بينهما شاسع جدا فإما أن يكون المنتج ذا جودة عالية وأسعار مرتفعة أو العكس تماما دون أن يكون هناك درجة وسط، مؤكدا أن ذلك لا يمنع ولي الأمر من انتقاء الشنطة ذات الجودة والأمان الصحي على الطالب فهناك مواصفات مخصصة حتى لا تؤذي الكتفين والظهر.

وقال محمد علي: إن هناك تقاربا في الأسعار ما بين الجمعيات التعاونية والأسواق الموازية، إلا أن ما يميز الأخيرة هو أنها توفر تشكيلات تفوق في عددها ما هو موجود في أي جمعية تعاونية.

أيام زمان

من جانبه أكد العم أبو جاسم أن هناك فرقا شاسعا في تجهيز الأبناء الطلبة ما بين اليوم وقبل 40 سنة حيث كان ذلك «أيام زمان» مختلفا بحيث إن ولي الأمر يشتري حقيبة واحدة لابنه مصنوعة من الجلد القوي يمكن أن تكفيه لأكثر من سنتين، في حين أن الحصول على شنطة جديدة مع بداية كل فصل دراسي أصبح بالنسبة للطالب عادة لا يمكن التخلي عنها، وهو ما يؤدي إلى تكبد الآباء نفقات كبيرة قد تشكل هاجسا بالنسبة لهم قبل بداية الفصل الدراسي.

وأضاف أبوجاسم أن وجود مئات الأنواع والأشكال من الحقائب المدرسية المزينة بالرسومات الجميلة والصور الملصقة أمر يخطف أنظار الطلبة الذين يكونون بصحبة والديهم لدى تسوق مستلزمات المدرسة، ما يجعلهم يتلهفون على شراء النوعيات الباهظة الثمن والتي قد تفوق أسعارها 20 دينارا وقد لا تكون نوعية الجلد فيها مميزة، إضافة إلى أن هناك الكثير من مكاتب القرطاسية الموجودة لدى الجمعيات التعاونية أو في الأسواق الموازية تعرض بعض الأدوات المدرسية التي قد لا يحتاجها الطالب فقد رأينا بعض الشركات تبيع أدوات هندسية ملونة كل قطعة منها بلون خاص أو أنها تضع بعض الأدوات في علب معدنية أو بلاستيكية مميزة ثم تسعرها بأسعار مبالغ بها.

استغلال واضح

أما فهد سعيد العجمي فقد طالب بتدخل وزارة التجارة والصناعة لإحكام رقابتها على الشركات الموردة للقرطاسية والمستلزمات المدرسية وأن تضع حدا لارتفاع أسعارها خصوصا ما يتعلق بالزي المدرسي والشنط، مشيرا إلى أن هناك استغلالا واضحا من قبل تلك الشركات نظرا للإقبال الشديد عليها مع بداية الفصل الدراسي، مشيرا إلى أن معاناة ولي الأمر الذي لديه «عيال أكثر» ستكون أشد نظرا للتكاليف التي سيتكبدها مع بداية العام، بل إن الفصل الدراسي هذه السنة جاء بعد موسمي رمضان والعيد، ما يشكل عليه عبئا إضافيا كبيرا.

أسعار منطقية

الحاجة أم محمد وصفت أسعار القرطاسية والمستلزمات المدرسية لهذا الفصل بأنها منطقية إلى حد ما ومناسبة بالنسبة للجميع ومع ذلك فإن رقابة وزارة التجارة على الأسعار يجب أن تكون بصفة مستمرة، مشيرة إلى أن الأسعار في بعض مهرجانات القرطاسية بالجمعيات التعاونية أفضل من الموجود في الأسواق الموازية، خصوصا إذا لم تضع الجمعية هامش ربحي على المنتج، وقالت: إن لديها 5 من الأبناء ولابد أن نتحمل الدفعة «الثقيلة» مع بداية العام الدراسي والتي تصل إلى نحو 300 دينار غير مشمولة بالنثريات التي يحتاجها الطالب أثناء الفصل الدراسي.

استيراد مباشر

أما فالح فهيد فقد وصف مهرجانات القرطاسية في بعض الجمعيات التعاونية بأنها مهرجانات وهمية وغير حقيقية فمن غير الممكن أن نصدق بأن سعر الشنطة الذي يصل إلى 18 دينارا هو سعر التكلفة، وهذا ما يدلل على أن الشركة الموردة لهذه السلع تضع أسعارا مبالغا فيها ولا يستطيع المستهلك تحملها وبعد ذلك لا معنى لأن تقول الجمعية بأنها لم تضع أي هامش للربح، متسائلا: إذا كان سعر التكلفة للشنطة يصل إلى 20 دينارا، فكم سيصبح سعرها فيما لو أرادت الجمعية أن تضع هامشا ربحيا عليها؟

وناشد فهيد الجمعيات التعاونية أن تقوم بالاستيراد المباشر للمستلزمات المدرسية من بلد المنشأ باعتبارها أصبحت احتياجات أساسية للأسرة وأبنائها وعدم الاقتصار على السلع الاستهلاكية والغذائية، مشيرا إلى أن من شأن هذه الخطوة أن تحظى برضا المستهلكين من المواطنين والمقيمين وتخفف عنهم العبء الإضافي الذي يلقى على كاهلهم مع بداية كل عام دراسي وأثناءه.

الملاذ الأفضل

من جانبه، رأى إبراهيم مصيلحي (الذي لديه خمسة من البنات والأبناء) أن الأسواق الشعبية هي الملاذ الأفضل في زمن الغلاء الجائر الذي تشهده أدوات القرطاسية ومستلزمات المدرسة، مشيرا إلى أن المفترض بولي أمر الطالب أو الطالبة ألا يفكر فقط في المنتج الرخيص وإنما في جودته ومواصفاته، فقد سمعنا أن هناك بعض منتجات التلوين «السامة» كما أن بعض أنواع الجلود التي تصنع منها الشنط المدرسية رديئة جدا وبالتالي سيصيب الطالب منها ضرر لأنه يتعامل معها بشكل لصيق وبصورة دائمة.

واشار مصيلحي إلى أنه فوجئ فاجأ بالأسعار في بعض الأسواق الشهيرة والتي ادعت أنها قامت بعمل تخفيضات مع بداية الموسم الدراسي حيث إن كراسة 100 ورقة تباع لديهم بنحو 900 فلس، كما أن الملفات لا يقل سعرها عن 800 فلس، وقال: إن المفترض مقاطعة هذه المراكز التجارية الشهيرة والتوجه إلى الجمعيات التعاونية والأسواق الشعبية لإجبار تلك المراكز على تخفيض أسعارها وليس إيهام المستهلك والتنافس برفع الأسعار واستغلال المستهلكين، مشيرا إلى أن تكلفة مستلزمات أبنائه لهذا الفصل الدراسي بلغت نحو 250 دينارا رغم انتهاجه أسلوبا اقتصاديا وتسوقه من المحال الشعبية التي أطلقت عروضا على القرطاسية.

التعاونيات أطلقت مهرجانات القرطاسية بأساليب تسويقية جديدة

أكد عدد من رؤساء الجمعيات التعاونية أهمية الدور التعاوني في تخفيف الأعباء عن المستهلكين من مواطنين ومقيمين وذلك على مدار السنة وتبعا للمواسم واحتياجات الأسرة، مشيرين إلى أن المهرجانات التسويقية للقرطاسية والعودة إلى المدارس التي تم إطلاقها جاءت لخدمة المستهلك وتوفير أصناف متنوعة من تلك المستلزمات ما يجعل أولياء الأمور أمام اختيارات كثيرة تناسب دخلهم المادي.

ففي جمعية سلوى التعاونية، والتي أطلقت مهرجانها في وقت مبكر خلال شهر رمضان المبارك، ذكر رئيس مجلس إدارتها فهد الحبيني أن الجمعية خصصت صالة العروض لهذا المهرجان، وجمعت تحت سقف واحد أكثر من 23 شركة متخصصة في القرطاسية، مشيرا إلى أن المجلس حرص على توفير جميع الماركات العالمية لكبرى الوكالات المعروفة في هذا المجال سواء الشنط أو الملابس المدرسية والرياضية وكذلك الأقلام والكراسات وغيرها الكثير من المستلزمات المعروفة. وعن الأسعار أشار الحبيني إلى أن وجود هذا الكم من الشركات في مكان واحد سيضع المستهلك أمام عدة اختيارات لشراء احتياجاته بالسعر الذي يناسبه، كما أن هذا الأمر يشعل المنافسة بين الشركات وسيجبرها على تخفيض أسعار منتجاتها لتحوز على رضا أولياء الأمور خصوصا ذوي الدخل المحدود، مؤكدا ضرورة إقامة مثل هذه المهرجانات التسويقية باعتبارها من أهم دعائم العملية التعليمية والمسؤولية الاجتماعية الملقاة على مجالس إدارات الجمعيات التعاونية.

مهرجان ضخم

وفي جمعية العارضية التعاونية أطلقت الجمعية أكبر مهرجان للقرطاسية في تاريخها وخصصت له مكانا مميزا وراقيا في مركز تنمية المجتمع جمع نحو 22 شركة متخصصة في هذا المجال تحت سقف واحد، لتباع جميع مستلزمات الطلبة والقرطاسية فيه بأسعار تصل إلى ما دون التكلفة ودون وضع أي هامش ربح للجمعية، مشيرا إلى أن الغرض من هذه التخفيضات الضخمة هو مواكبة الظروف التي يعيشها ذوو الدخل المحدود من المواطنين وغيرهم لاسيما مع انتهاء موسم شهر رمضان المبارك وعطلة عيد الفطر وما يتبع هذين الموسمين من كثرة المصاريف والأعباء المعيشية.

وقال: إن هذا المهرجان سيستمر حتى نهاية تجهيز الأسر وأولياء الأمور لأبنائهم وبناتهم الطلبة، متوقعا أن يشهد إقبالا كبيرا ولافتا من قبل الإخوة المواطنين والمقيمين لشراء احتياجاتهم واغتنام فرصة التخفيضات المشمولة في هذا المهرجان على الشنط المدرسية بعدة ماركات وأشكال، إضافة إلى الكراسات المدرسية والأقلام وأغراض التلوين والرسم والمستلزمات الأخرى.

انطباع إيجابي

وفي منطقة علي صباح السالم التعاونية، أطلقت جمعية المنطقة مهرجانا ضخما للقرطاسية والعودة إلى المدارس ومازال مستمرا حتى الآن. التقينا رئيس مجلس الإدارة محمد فهد الهاجري، والذي أكد أن هناك انطباعا إيجابيا من قبل أهالي وسكان المنطقة عن جميع المهرجانات التي تطلقها الجمعية خصوصا المهرجان الحالي للقرطاسية والذي تباع فيه مستلزمات الطلبة بأقل الأسعار، مشددا على أن الجمعية حريصة على انتقاء شركات متخصصة في مجال القرطاسية ووكلاء لماركات عالمية وذلك لضمان تقديم تشكيلة كبيرة ومتنوعة مما يحتاجه الطلاب والطالبات بحيث تكون ذات جودة عالية وأسعار مخفضة جدا لخدمة المساهمين وأبناء المنطقة.

وأشار الهاجري إلى أن مهرجان القرطاسية يعتبر واحدا من أهم المهرجانات التي يحرص مجلس الإدارة على إقامته بصفة دائمة ليغطي كل احتياجات الطلبة على مدار العام الدراسي وتوفير كل الاحتياجات لجميع المراحل الدراسية بأفضل الأسعار، مؤكدا أن الأسعار متفاوتة فيما بين الشركات تبعا للنوعية والماركة والعلامة التجارية، إلا أن المستهلك سيحصل على مساحة من الاختيار والمفاضلة بين تلك النوعيات والأصناف حسب حاجته من جهة وحسب مدخوله من جهة أخرى.

دور اجتماعي

أما في جمعية الرقة التعاونية فقد أكد رئيس مجلس إدارتها فهاد نهار العجمي أن مهرجانها هذه السنة تميز بالبيع بأسعار التكلفة، وذلك لتخفيف الأعباء عن المساهمين وأهالي المنطقة، مشيرا إلى أن المهرجان تميز بتنوع المستلزمات المدرسية فيه وشهد حضورا كبيرا لأولياء الأمور مع أبنائهم الطلبة لإعطائهم الحرية في اختيار ما يحبونه من أصناف الشنط المدرسية والأدوات المكتبية والأقلام والتي توفرها كبرى الشركات المتخصصة بأسعار في متناول اليد.

وأضاف العجمي أن مجلس الإدارة وانطلاقا من دوره الاجتماعي ومسؤولياته تجاه أهالي المنطقة وأبنائهم الطلبة فإنه سيعمل بعد انتهاء هذا المهرجان على تقليل هامش الربح عن المستلزمات المدرسية قدر الإمكان، وذلك لإتاحة الفرصة أمام الطلبة في جميع أوقات الفصل الدراسي للحصول على مستلزماتهم بأسعار مخفضة، وهو ما سيعمل على تنشيط حركة المبيعات في الجمعية وسيعزز ثقة الأهالي بجمعيتهم.