تتمتع مصر وألمانيا بمكانة كبيرة ومهمة فلكل منهما له ثقله السياسي في المحافل الدولية داخل المنطقة الإقليمية والجغرافية التي تنتمي إليها الدولتان.
وتعد القاهرة مفتاح الشرق والمؤشر لاستقرار وأمان المنطقة، أما برلين فهي الرابط لشمال أوروبا بجنوبها وشرقها بغربها وإحدى القوى الاقتصادية الكبرى في العالم، لذلك تتسم العلاقات بين البلدين بالقوة والصداقة، فضلًا عن كون مصر تشهد طفرة إيجابية مؤخرًا بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد حكم البلاد.
وتعود العلاقات الدبلوماسية بين مصر وألمانيا إلى ديسمبر من عام 1957، كما تربط بين البلدين اهتمامات ومصالح مشتركة ثنائية ودولية منها عملية السلام بالشرق الأوسط والعلاقات بين القاهرة والاتحاد الأوروبي والتعاون الأورومتوسطي.
العلاقات المصرية – الألمانية
وفي إطار العلاقات القوية يلتقي الرئيس السيسي، اليوم الإثنين، جوزيف كايزر المدير التنفيذي، رئيس مجلس إدارة شركة سيمنز الألمانية.
ومن المقرر أن يشهد اللقاء بحث تطورات عمل الشركة في مصر، وخاصة عملية إنشاء محطات لإنتاج الطاقة الكهربائية والانتهاء من تنفيذ محطات توليد الكهرباء وفقًا للجدول الزمني.
الطاقة
ومن المقرر أيضا أن يبحث اللقاء سبل التعاون في مجالات الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى امتداد التعاون مع شركة سيمنز الألمانية إلى قطاعات أخرى، ومن بينها تطوير قطاع النقل والسكك الحديدية في مصر وتحديث بنيته التحتية، فضلا عن تطوير الصناعات الوطنية ذات الصلة، لاسيما في مجال إنتاج جرارات القطارات.
زيارة برلين
وزار السيسي ألمانيا الاتحادية في يونيو 2015، حيث بدأ برنامج زيارته بلقاء الرئيس الألماني يواخيم جاوك في قصر الرئاسة البوليفو ثم توجه الرئيس بعدها للقاء المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في جلسة مباحثات ثنائية شملت الأوضاع في الداخل المصرى وسبل تعزيز العلاقات بين البلدين وسبل مكافحة الإرهاب والأوضاع في المنطقة.
وعقب المباحثات عقد السيسي والمستشارة الألمانية مؤتمرًا صحفيًا بمقر المستشارية بالعاصمة وبعدها توجه الرئيس إلى مقر إقامته، واستقبل وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير وبعد ذلك توجه الرئيس السيسي إلى وزارة الاقتصاد، وألقى كلمة الختام في الملتقى الاقتصادي الألماني المصري بحضور وزير الاقتصاد ونائب المستشارة زيجمار جابريـال.
كما تم التوقيع على أربع اتفاقيات مهمة مع شركة سيمنز الألمانية في مجال الطاقة تخول لمصر بموجبها الحصول على 10 آلاف ميجا وات، والتي توازى ثلث احتياجات مصر من الطاقة، وذلك بحضور وزير التجارة والصناعة منير فخري عبد النور آنذاك ووزيرة التعاون الدولي السابقة نجلاء الأهواني.
والتقى الرئيس مع كبار رجال الأعمال الألمان، كما التقى بفولكر كاودر زعيم الكتلة البرلمانية لاتحاد الحزب الديموقراطي المسيحي والحزب الاجتماعي المسيحي بالبرلمان الألماني البوندستاج وعدد من البرلمانيين.
قمة القاهرة
وعقد الرئيس السيسي، في الثاني من شهر مارس الماضي 2017 بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة جلسة مباحثات مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل كما عقد الجانبان لقاءً مع ممثلي مجتمع الأعمال المصري الألماني أعقبه مؤتمر صحفي مشترك.
وتناولت المباحثات المصرية الألمانية دعم العلاقات الثنائية بين البلدين وخاصة الاقتصادية والعديد من الملفات على رأسها مواجهة الإرهاب والهجرة غير الشرعية والصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتعزيز الشراكة الإستراتيجية بين البلدين.
واعتبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مصر محور الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط المضطربة، خاصة أنها أقرت اتفاقية سلام مع إسرائيل وسعت إلى الحفاظ على السلام منذ وقت طويل، كما تسعى إلى العمل على إقرار حل الدولتين، وشددت على ضرورة أن يجلس الإسرائيليون والفلسطينيون على طاولة المفاوضات بدعم ومساعدة دول الجوار مثل مصر والأردن.
وأكدت "ميركل" أهمية العمل مع مصر من أجل دعم الاستقرار في ليبيا للحد من الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، حيث تقوم مصر بدور محوري وأساسي في دعم استقرار ليبيا كما أن مصر تعمل على استقرار دول الجوار مثل السودان وليبيا.
التعاون الاقتصادي
وشهدت المباحثات تعزيز التعاون الاقتصادي ورحبت المستشارة الألمانية بالخطوات الإصلاحية الاقتصادية، كما أعلنت تأييدها ودعمها لبرنامج صندوق النقد الدولي الشجاع وكذلك الخطوات الاقتصادية الجريئة التي تتخذها مصر من أجل تحقيق الاستقرار.
وافتتح الرئيس السيسي و"ميركل" عبر الفيديو كونفرانس المرحلة الأولى من محطة الكهرباء العملاقة التي تقام بمنطقة البرلس شمال كفر الشيخ على الطريق الدولي الساحلي وساحل البحر المتوسط، بتكلفة 2 مليار يورو وهو ما يعادل 35 مليار جنيه مصري، وافتتحا أيضا المرحلة الأولى من محطة الكهرباء بالعاصمة الإدارية ومحطة بني سويف عن طريق الفيديو كونفرانس.
ومن جانبه، رحب الرئيس السيسي بزيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى مصر، وأكد أن تلك الزيارة تأتي في إطار ما تشهده العلاقات المصرية الألمانية من زخم متنامٍ في مختلف المجالات بما يجعل ألمانيا من أهم شركاء مصر بالاتحاد الأوروبي.
وأشار السيسي إلى حرص مصر على الدفع قدما بالتعاون مع ألمانيا على الأصعدة المختلفة ولا سيما التعاون الاقتصادي والتدريب الفني، مشيدًا بمساهمة الشركات الألمانية في العديد من المشروعات التنموية الكبرى التي تنفذها مصر حاليًا في مجالات متنوعة.
وأوضح أنه تم مناقشة سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين، وتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب بالإضافة إلى التباحث حول التطورات المتعلقة بالقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وشارك الرئيس السيسي في يونيو الماضي في القمة "الأفريقية-الألمانية" التي استضافتها برلين، والتي عقدت تحت عنوان "قمة الاستثمار مستقبل مشترك".
تعزيز العلاقات
ومثلت الزيارة دفعة كبيرة لتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين مصر وألمانيا خلال المرحلة المقبلة.
والتقي الرئيس، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، على هامش القمة، وعقد معها جلسة مباحثات ثنائية مغلقة تطرقت لمناقشة آخر المستجدات في الشرق الأوسط والأوضاع في القارة السمراء والموقف العربي الأخير تجاه قطر فضلا عن مناقشة مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.