تسببت استقالة رئيس وزراء إثيوبيا "مريام ديسالين" في الكثير من الجدل خلال الساعات الماضية، خاصةً فيما يتعلق بمفاوضات سد النهضة، والتي توقفت بناءا على طلب إثيوبيا بسبب ما تمر به البلاد من فوضى.
وكان رئيس الوزراء هايلي مريام ديسالين فاجئ الجميع بتقديم استقالته الخميس الماضي، قائلا: "اتخذت قراري بالتنحي على أمل أن يساعد ذلك على إنهاء سنوات الاضطرابات والقلاقل السياسية". وأضاف: "أرى أن استقالتي حيوية لتنفيذ إصلاحات من شأنها أن تؤدي إلى سلام وديمقراطية دائمين".
فيما كشف خبراء أن استقالة رئيس الزوراء الإثيوبي، ترجع إلى عدم تنفيذ وعده بالإفراج عن المتظاهرين والسياسيين المعتقلين خلال الاضطرابات والمظاهرات التي اندلعت في البلاد خلال يناير الماضي.
وفي خطوة جديدة أعلنت إثيوبيا حالة الطوارئ في البلاد بعد يوم واحد فقط من استقالة غير متوقعة لرئيس الوزراء الإثيوبي.
وذكرت هيئة الإذاعة الإثيوبية الرسمية أن "مجلس ائتلاف الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية الإثيوبية الحاكم اجتمع يوم الجمعة وقرر فرض حالة الطوارئ"، دون الإعلان عن فترة تطبيقها.
وتشهد إثيوبيا مظاهرات عرقية حادة في مناطق أوروميا وأمهرة، والتي تعد الأكبر في البلاد أدت إلى سقوط قتلى ومئات المعتقلين.
وفي أول تصريح رسمي من وزارة الخارجية، قال المتحدث الرسمي للوزارة المستشار أحمد أبو زيد :"إنه مع إدراكنا للظروف التي ربما دفعت إثيوبيا لطلب تأجيل الاجتماع، والتي نأمل أن تزول في أقرب فرصة، إلا أننا نتطلع لأن يتم الالتزام بالإطار الزمني الذي حدده القادة لحسم الخلافات الفنية القائمة، لاسيما وأن قضية سد النهضة تمس مصالح شعوب الدول الثلاث، وأن التنفيذ الدقيق لتكليفات القادة يقضي باعتبار مصالح شعوب الدول الثلاث مصلحة لدولة واحدة وشعب واحد، الأمر الذي يقتضي التحرك العاجل للتوصل إلى حلول تحفظ مصالح الجميع".
وكان مقررا انعقاد اجتماعا يومي الـ 24 و25 فبراير الجاري بالخرطوم بمشاركة وزراء الخارجية والمياه ورؤساء أجهزة الاستخبارات في الدول الثلاث لبحث أزمة "سد النهضة".
وعلق الدكتور هاني رسلان رئيس وحدة دراسات حوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، بأن استمرار الاضطرابات في إثيوبيا يضعف موقف السلطة الحاكمة وربما يجعلها هذا أكثر مرونة في مفاوضات سد النهضة.
ومن جانبه، قال طارق رضوان رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إنه يتابع باهتمام بالغ الأوضاع في إثيوبيا بعد استقالة رئيس وزرائها إثر اضطرابات شهدتها البلاد.
وأضاف رضوان في بيان صحفي، أن الاضطرابات الجارية في إثيوبيا شأن داخلي خاص.