بلهجته الصعيدية وكلماته الشعبية التي حملت في طياتها ملامح الثقافة والتراث المصري الأصيل استطاع أن يكون شاعر الغلابة والمصريين، تغنى بكلماته المنشدين، وحفظ قصائده أجيالا مختلفة، غنى له العندليب وشادية والكينج محمد منير، وصباح، ووردة، ومحمد رشدي، لقب ب"الخال" وهو الشاعر عبدالرحمن الأبنودي، الذي فارق الحياة في مثل هذا اليوم عام 2015، واحتفاءا بهذه الذكرى نتطرق للجانب "الناعم" في حياته وهو نساء شكلت وجدانه..
"فاطنة"
في إحدى قرى محافظة قنا، ولد عبد الرحمن الابنودي، عمل والده مأذونا شرعيا، ووالدته ربة منزل مثلها مثل نساء قريتها، ساهمت والدته بشكل كبير في تشكيل شخصيته، وكتب فيها العديد من القصائد، وبدلا من أن يكتب باسمها "فاطمة" إلا أنه كان يكتب "فاطنة" مثلما يناديها الناس.
وكتب عنها الخال ديوانه الشهير "حراجي القط"..
زوجى حراجى
فوصلنا خطابك
شمينا فيه ريحة الأحباب..
ربنا ما يورى حد غياب
مش أول مره البسطاوى يخطى عتبة الدار ؟؟
عمرنا يا حراجى.. ما جلنا جواب .
النبى ساعة مرزوق البسطاوى.. ما نده..
كده زى ما كون.. دقت فى حشايا النار .
وكإن العمر بيصدق.. بعد ما كان كداب..
اتأخرت مسافه كبيرة كبيرة على
عارف فاطنه يا حراجى لاليها عايل.. ولا خى .
ليه تتأخر كده يا حراجى.. ؟
كانت والدته ببساطتها مصدر له للقصص الشعبية، يستمع لها ويدون في ذاكرته مصطلحات وأحاديث الريف المصري البسيط، فكونت شخصيته العاشقة للقصص والأساطير، والقريية من الغلابة والبسطاء.
"آمنه"
آمنة مسعود، هي زوجة عم الشاعر عبدالرحمن الأبنودى، التى رثاها فى قصيدة شهيرة تحمل اسمها، بعدما وافتها المنية عام 1998.. ومن كلمات قصيدة "يامنة"..
ولسه يامنة حاتعيش وحاتلبس
لمّا جايب لي قطيفة وكستور؟
كنت اديتهمني فلوس
اشتري للركبه دهان.
آ..با..ي ما مجلّع قوي يا عبد الرحمان
"نهال"
المذيعة نهال كمال.. هي قصة الحب الأخيرة في حياة الراحل عبد الرحمن الأبنودي، كانت تضع نفسها في منزلة ابنته لفارق السن الكبير بينهما، ولم يضع في مخيلته أن تكون حبيبة له وزوجة وأما لابنتيه، تحققت نبوءة والدته عندما رأتها وقال له "هتكون مراتك" وبالفعل تزوجها الأبنودي وظلت بجواره إلي أن فارق الحياة.. وكانت قصيدة "قبل النهاردة" التي غنتها وردة.