عام 1937م كانت تنقسم قوة البوليس بالقاهرة إلى ثلاث فرق ممثلة في، (أ) وتشتمل على ستة أقسام بوليس و12 نقطة بوليس خارجية، وفرقة (ب) وتشتمل على خمسة أقسام بوليس وثمانية نقط بوليس خارجية، وفرقة (ج) وتشتمل على أربعة أقسام بوليس وست نقاط بوليس خارجية وتتراوح قوة البوليس فى كل قسم بين 138، و400 رجل أما عدد عساكر الدورية فكانت 2224 عسكرياً.

ويقول الباحث التاريخي أحمد حزين الشقيري لــ"بوابة الأهرام"، إن الصحف المصرية تحدثت عن أزياء وأقسام البوليس مثل قوة الفرسان التي كانت تتقن ركوب الخيول ويرتدون ملابس الركوب الخاصة، وكانت القوة فى أواخر سنة 1936 تنقسم إلى سبعة ضباط وثلاثة كونستبلات أوربيين، و40 صف ضباط مصريين، و192 نفرا مصريا، و4 صناع و173 من الخيول و19 بغلا وقد زيد على هذه القوة فى عام 1936م 1200 عسكري لحفظ الأمن فى القاهرة.

وأضاف الشقيري، أن مجلة الدنيا المصورة الصادرة من مؤسسة دار الهلال تحدثت عن قوة بوليس المطافىء بالقاهرة التي كانت من أقوى الفرق العالمية من حيث النظام والاستعداد والكفاءة وكان لهذه الفرقة قومندان واحد أجنبى ووكيلان مفتشان وثلاثة ضباط مصريين وخمسة كونستبلات أوروبيون و38 مهندسا و66 صف ضباط و279 نفرا وقد بلغ مجموع الحرائق الى أخمدتها الفرقة عام 1936 حوالى 522 حريقاً.

هذا بالإضافة لبوليس البرلمان وهو بوليس أشبه بحكمدارية صغيرة داخل البرلمان وينتخب رجاله من حيث الشكل والهندام من رجال البوليس العادى ويخضع رجال هذه القوة لرئيس مجلس النواب ولها ميزانية خاصة داخله في ميزانية البرلمان وقد كان رجال بوليس البرلمان لايمتازون عن البوليس العادى إلا إنه صنع لهم زى خاص كما أنشأ للأميين منهم مدرسة تعلموا فيها القراءة والكتابة.

أما الكونستبلات كما أظهرت مجلة الدنيا المصورة فقد كانوا فيما مضى كلهم أجانب فأخذت الحكومة فى استبدالهم بمصريين منذ أعوام ( أى قبل عام 1937) وقد تخرجت أول دفعة من الكونستبلات المصريين وعينوا ملازمين ثوان فى الأقسام وأما الباقي فى مكاتب المباحث الجنائية وأقلام الباسبورتات، ويرتدى الكونستبلات بدلة عسكرية نصفها الأعلى شبيه ببدلة العسكري العادي وتمتاز بشارات حمراء على الذراع ونصفها السفلى من ملابس الركوب.

هذا بالإضافة لعساكر المرور وحرس الوزراء، وقد قرر رئيس الوزراء إسماعيل صدقي باشا وقتها ترقية أحدهم ولأول مرة في التاريخ من صول إلي درجة ملازم أول وقامت المجلة بنشر حديث مطول مع الشاويش عوضين الصعيدي، الذي تمتد جذوره لقرية ساحل سليم بأسيوط، وقالت المجلة إنه كان يطيب له أحيانا أن يتمصر أي يصير مصرياً، لافتاً الى أن حديث المجلة كان حديثا فكاهيا وتم أغلبه بلهجة عامية مطعمة باللغة الفصحي وكان الشاويش عوضين يجلس علي المقاهي البلدية كي يدخن الجوزة علي أصول التقاليد الصعيدية.

وعلى هذا المقهى يتردد عوضين وهو رجل متواضع جدا يصف صاحب المقهى نفس هذا الشاويش بأنها زى التراب من فرط تواضعه ومن شدة تنازله إلى الاختلاط بزبائن المقهى ومحادثتهم ومجالستهم، ويضيف "الشقيري" أن الإنجليز كانوا يرفضون زيادة عدد الجيش المصري وقامت الحكومة بعمل مفاوضات لزيادة عدد الجيش مع المحتلين وقد كان الشاويش عوضين من الجرأة أن يهاجم الإنجليز ويطالب بزيادة الجيش المصري، حيث قالت مجلة الدنيا "ثم استمر فى حديثه يقول: وبالك أنت يا سيدنا الأفندى لما الحكومة تكبر الجيش وتخلى التجنيد إجباريا يجوموا العيال المتشردين دول اللى مش لاجيين شغل ولا مشغله يتاوى فى الجيش ويصبحوا عسكر لهم (جيمه)".. أي قيمة فعرفت أيضا أن الشاويش عوضين ينظر إلى المسألة من الناحية القومية.

تحدث عوضين، موصياً أصحاب الدكاكين في القاهرة بأخذ أموالهم معهم للمنازل مؤكداً "هو البوليس هيعمل أيه للناس المخابيل دا أنا كان عندي نخلة في البلد كنت ناوي أشيلها وأجيبها معايا هنا".