كشفت تحقيقات النيابة العسكرية في القضية رقم 148 لسنة 2017 عسكرية، والتي حصل "مصراوي" على نسخة منها، عن تخطيط خلية تابعة لتنظيم "ولاية سيناء" الإرهابي، تضم 6 ضباط شرطة سابقين، لاغتيال الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الداخلية السابق محمد إبراهيم، ومساعد وزير الداخلية للأمن المركزي السابق مدحت المنشاوي، عقب فض اعتصام رابعة.
 
 
 
وتضم القضية المعروفة إعلاميا "بمحاولة اغتيال السيسي"، 301 متهم من عناصر تنظيم "ولاية سيناء"؛ وسبق أن نشر "مصراوي" تفاصيل محاولة "خلية أبو أسماء" الفاشلة لاغتيال الرئيس خلال زيارته للسعودية. تتبع قصة الخلية المكونة من 6 ضباط سابقين، وهم كريم محمد حمدي (محبوس)، ومحمد السيد الباكوتش (متوفي)، وخيرت سامي عبد المجيد (هارب)، ومحمد جمال عبد الرحيم (هارب)، وإسلام وئام أحمد (هارب)، وحنفي جمال محمود(هارب)، إضافة إلى اثنين مدنيين هما على إبراهيم حسن محمد، دكتور أسنان (محبوس)، وعصام محمد العناني، محفظ قرآن (محبوس)، من واقع أدلة الثبوت وأقوال المتهمين المحبوسين بالقضية العسكرية رقم 148 لسنة 2017. 
 
 
 
 
 
وأدلى المتهم رقم 274، كريم محمد حمدي، وهو ضابط سابق بالأمن المركزي، باعترافات تفصيلية عن الخلية، ومحاولتها الفاشلة لتنفيذ اغتيالات تستهدف الرئيس وقيادات الداخلية. وحسب التحقيقات، فإن المتهم كان ضابطا بقطاع الأمن المركزي في عام 2007، وتلقى دورات تدريبية مكثفة نهضت بقدراته القتالية، واستخدامه للأسلحة النارية. وكانت تجمعه علاقة وثيقة بمؤسس الخلية محمد السيد الباكوتشي الضابط بقطاع الأمن المركزي، الذى دعا في مطلع عام 2012 عددا من الضباط إلى إطلاق اللحى مما أدى إلى إحالته للاحتياط، قبل أن يتوفى في حادث سير قبل ضبطه. واعترف المتهم، أن "الباكوتشي" بعد إحالته للاحتياط عكف على تنظيم خلية إرهابية تعتنق أفكارًا تكفيرية جهادية قائمة على تكفير الحاكم ومعاونيه من رجال القوات المسلحة والشرطة، وضرورة قتالهم بدعوى عدم تطبيق الشريعة الإسلامية. وكشف عن تخطيط عناصرها لاستهداف الرئيس عبد الفتاح السيسي وقيادات كبيرة بوزارة الداخلية، إضافة إلى سعيهم إلى الالتحاق بتنظيم "داعش" الإرهابي بشمال سيناء ودول سوريا وليبيا والعراق.
 
 
 
 
وقال إنه في أعقاب أحداث 30 يونيه 2013، تمت إحالته للاحتياط باعتباره ضمن الضباط الذين يدعون إلى إطلاق اللحى، ومن ثم انضم إلى تنظيم "الباكوتشي" المكونة من 4 ضباط آخرين كانوا لا يزالون بالخدمة آنذاك، ودكتور أسنان، ومُحفظ قرءان. وأشار إلى أن عناصر الخلية اعتمدت على برنامج تدريبي قائم على محورين، أولهما فكري تمثل في عقد لقاءات تنظيمية داخل سيارته، وبالمقر التنظيمي الكائن بعيادة المتهم على إبراهيم بالشروق طالعوا خلالها إصدارات تنظيم "داعش" الإلكترونية.
 
 
وتمثل المحور الثاني في تكليف "الباكوتشي" للأعضاء باتخاذ أسماء حركية وشراء هواتف محمولة غير مزودة ببرامج للاتصال بشبكة المعلومات الدولية لاستخدامها في التواصل فيما بينهم، خشية من الرصد الأمني، وقال إن قائد ومؤسس الخلية الضابط الباكوتشي توفي في حادث سير، فتولى المتهم على إبراهيم ولاية الخلية. ووفق التحقيقات، فقد خطط أعضاء الخلية لاستهداف موكب الرئيس السيسي بالطريق العام، مستغلين مشاركة 4 منهم كانوا لا يزالون بالخدمة، في تأمين الموكب. واعترف المتهم بتخطيط الخلية لاستهداف وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم، واللواء مدحت المنشاوي مساعد وزير الداخلية السابق للأمن المركزي خلال اجتماعهما بضباط الأمن المركزي، وذلك بمساعدة المتهم حنفي جمال محمود أحد طاقم حراسة الأخير آنذاك، فضلًا عن دراسة اغتيال الضابطين "م. ح."، و"م. ف." بقطاع الأمن المركزي بحجة أنهما من المشاركين في فض ذات اعتصام رابعة. وأكد المتهم على حسن إبراهيم في اعترافاته، أنهم بعد اجتماعات عدة للخلية، تيقنوا أن خططهم لاغتيال الرئيس وقادة الداخلية مستحيلة، لذلك سعوا للسفر إلى شمال سيناء ودول سوريا والعراق وليبيا للالتحاق بصفوف داعش، وذلك من خلاله علاقته ببعض تلك العناصر.
 
 
 
 
 
 
وأشار إلى أنه توجه إلى السعودية لأداء مناسك العمرة، وتعرف هناك على المتهم أحمد عبد العال الطحاوي – "أبو جعفر"، وبعدما دار بينهما نقاش وعلم بتفكيره الجهادي، طلب منه المساعدة ليسافر إلى سوريا، وينضم إلى صفوف داعش مع أعضاء خليته، فرد الأخير "عليك بالتواصل مع محمد عيد كامل الشيمي، وهشام محمد خليلي (متهمين) لتسهيل سفركم إلى سوريا". وحسب أدلة الثبوت، حينما عاد المتهم (دكتور أسنان) إلى القاهرة، وتم إلقاء القبض عليه، واثنين من خليته، هما الضابط السابق كريم حمدي، ومحفظ القرآن عصام عناني، فيما هرب الـ4 ضباط الآخرين. يذكر أن المحكمة العسكرية بالهايكستب، قررت تأجيل محاكمة 301 متهمًا في القضية لجلسة 23 يناير المقبل، لحضور المتهمين من محبسهم.