قال الكاتب الصحفي عطية عيسوي المتخصص في الشؤون الإفريقية، إن زيارة الرئيس الإريتري اليوم للقاهرة تعد الخامسة خلال الآونة الأخيرة، لافتًا إلى أن هناك حرصا إريتريا على التعاون مع مصر خاصة فى تأمين أمن البحر الأحمر باعتباره مدخلا لقناة السويس.

وأوضح "عيسوي"، فى تصريحات خـاصة لـ"صدى البلد"، أن الزيارة تعكس الاهتمام المتبادل بين الطرفين وأيضا تحقيق الاستفادة من خبرات مصر التنموية فى مجالات عديدة منها الصحة والتعليم والإسكان وغيرها من المجالات وأيضا الاستفادة المتبادلة بالتنسيق على المستوى الدولى فى المحافل الدولية فيما يتعلق بتخفيف الحصار الغربي على إريتريا منذ حربها مع إثيوبيا فى الفترة ما بين 1998 و2000 فضلًا عن استفادة مصر من صوت إريتريا فى دعم القضايا العربية مثل فلسطين فى المحافل الدولية هذا كجزء من حرص مصر على دعم العلاقات مع دول أفريقيا التى تشكل أكثر من ربع عدد دول العالم.

وأشار "عيسوي"، إلى أن هذه الزيارة تكتسب أهمية خاصة فى ضوء الخلافات المصرية السودانية التى وصلت لحد سحب السودان لسفيرها بالقاهرة للتشاور وأيضا فى ضوء التوتر المكتوم بين مصر وإثيوبيا فيما يتعلق بسد النهضة بعد فشل جولة المفاوضات الأخيرة فى القاهرة فى إنهاء الخلافات بين البلدين.


 
وأضاف أن هناك أقاويل ترددت فى الفترات الأخيرة من خلال بعض المواقع الإخبارية عن تعاون أمني عسكري مصري اريتري فى الآونة الأخيرة والتى اعتبرها البعض أنه موجه ضد أثيوبيا والسودان وهذا ليس صحيحا، موضحًا حتى وإن صح هذا بصورة أو بأخري فالهدف منه حماية الأمن القومي المصري وحماية مدخل البحر الأحمر باعتبار اريتريا تقع على الجانب الغربي الجنوبي من البحر الأحمر وباب المندب فضلًا عن حماية الأمن القومي العربي بوجه عام خاصة السعودية التي تقع على الجانب الشرقى للبحر الأحمر.

مضيفًا أن هذا حق مشروع لكل دولة ذات سيادة بما فيها مصر أما مسألة أنه قد ينتهى بشن هجوم على السودان من داخل الأراضي الإريترية فهذا الكلام أمرا مستحيل لأن مصر تحرص على إصلاح العلاقات وإنهاء الخلافات مع السودان ولن تفكر بهذا الأمر وكذلك إريتريا نفس المنطلق بحكم العلاقات الجيدة مع السودان.

وأضاف: ينطبق الوضع بالنسبة لأثيوبيا وسد النهضة لأنه أمر يستحيل حدوثه ولكن الهدف الأساسي هو تأمين البحر الأحمر وحماية الأمن القومى المصري وإيصال رسالة للسودان بأنه إذا سمحت حكومة الخرطوم باستغلال أراضي السودان في أي عمل يضر بالأمن القومي المصري سوف يكون هناك رد مناسب من جانب مصر وأيضا إيصال رسالة لإثيوبيا بأنه اذا استمر تعنتها فى مسألة مفاوضات سد النهضة وتجاهلها لحقوق مصر المشروعة فى مياه نهر النيل ربما التعاون سيكون مع إريتريا الذي هى تمثل عدوا وخصما لإثيوبيا منذ الحرب بين البلدين فى أواخر القرن الماضى.

واستقبل الرئيس السيسي نظيره الإريتري أسياس أفورقي في قصر الاتحادية، اليوم الثلاثاء، الذي وصل إلى القاهرة في زيارة لمصر تمتد لمدة يومين.