استطاعت أن تخطف قلب الجمهور، بجمالها الساحر ووجها الملائكي، وخفة ظلها بالإضافة إلى موهبتها المميزة، فقد نقشت اسمها من ذهب في تاريخ السينما المصرية، إلا أن المرض تمكن من السيطرة على جسدها، ما أجبرها على الاعتزال لتواجه نفس مصير الفنانة شادية التي رحلت عن عالمنا مؤخرا.
وتخضع «فتحي» للعلاج من مرض «الصدفية» المزمن الذي وصل إلى مرحلة متقدمة، وأدخلها سابقاً في أزمات صحية جانبية كالتهاب الكبد.
وكان زوجها الإعلامي حمدي قنديل قد أكّد في وقت سابق أن النجمة أصيبت بالتهاب في الكبد كأثر جانبي للحقن البيولوجية التي تحقن بها للشفاء من مرض الصدفية.
وعلى الرغم من اختفائها عن الأضواء منذ فترة إلا أنها لم تبتعد عن أذهان الجمهور الذي لطالما تذكرها في دور البنت الشقية الجميلة، وتعرض «أهل مصر» أبرز المحطات في حياتها.
اسمها الحقيقي فاطمة الزهراء حسين أحمد فتحي، ولدت يوم 21 ديسمبر عام 1950م في محافظة الفيوم التي قضت بها طفولتها، ثم تزوجت في بداية حياتها من «أحمد» نجل الكاتب إحسان عبدالقدوس ولكنه كان زواجا سريا يحكمه تفكير المراهقة حيث كانت لاتزال في الثامنة عشرة من عمرها فانتهى بالانفصال بعد عام واحد.
كما تزوجت بعد ذلك من المهندس سيف أبوالنجا الذي كان صديقًا لشقيقها الأكبر وأنجبت منه ابنتها الوحيدة ياسمين، إلا أنها انفصلت عنه أيضًا للأسباب الحياتية المعتادة وتزوجت للمرة الثالثة عام 1992م من الإعلامي حمدي قنديل.
بدأت الفنانة نجلاء فتحي مشوارها الفني عام 1966م من خلال فيلم «الأصدقاء الثلاثة» بعد أن اكتشفها المنتج والكاتب عدلي المولد والفنان عبدالحليم حافظ الذي أطلق عليها الاسم الفني نجلاء، ثم كان الحدث البارز في حياتها الفنية مع المنتج رمسيس نجيب الذي اختارها لدور البطولة في فيلم «أفراح» عام 1968م، حيث انطلقت بعد ذلك في سماء الفن كنجمة لامعة قدمت العديد من الأفلام الهامة في مرحلتي السبعينيات والثمانينيات.
كانت فترة السبعينيات مرحلة توهج وانطلاق «نجلاء فتحي» مع النجومية من خلال عدد من الأفلام، من أبرزها «انف وثلاث عيون، سونيا والمجنون، رحلة النسيان، دمي دموعي وابتسامتي، إسكندرية ليه»، ثم ظهرت كأحد أبرز الوجوه النسائية في السينما بالثمانينيات من خلال «حب لا يرى الشمس، المجهول، أحلام هند وكاميليا، عفوا أيها القانون».
أصبحت «نجلاء فتحي» علامة من علامات السينما المصرية والعالمية وحصلت على الكثير من الجوائز والتكريمات، حيث نالت تكريم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 2003م، وجائزة «الموريكس الذهبية» كأفضل نجمة عربية في لبنان، وجائزة أفضل ممثلة من عدة مهرجانات هي «الإسكندرية ودمشق وباريس وطشقند».
ومن أبرز أعمالها السينمائية «موعد مع الحبيب، حب وكبرياء، حب فوق البركان، إسكندرية ليه، أقوى من الأيام، حب لا يرى الشمس، وداعا للعذاب، الأقوياء، لعدم كفاية الأدلة، الجراج، ديسكو ديسكو»، بالإضافة إلى مسلسل «ألف ليلة وليلة».
بينما يعد فيلم «بطل من الجنوب» عام 2000م بمثابة خاتمة لأعمالها الفنية، حيث ابتعدت بعد ذلك عن السينما والتمثيل، وتوجهت للعمل الخيري، حيث كرست جهودها منذ سنوات طويلة للإشراف على الجمعيات التي ترعى الأيتام.