نجح صناع الفيلم السينمائى «طلق صناعى» فى إخراج عمل يُرضى مختلف الفئات العمرية للجمهور، ويدفعهم إلى التوجه لدور العرض لمشاهدته، فى موسم يعانى انخفاض أعداد المشاهدين فى مختلف الصالات السينمائية، وهو ما جعل الفيلم يحقق إيرادات اقتربت من المليون جنيه، خلال أسبوع فقط من طرحه.
وتدور أحداث الفيلم فى إطار اجتماعى حول زوجين يسعيان للحصول على تأشيرة السفر إلى أمريكا.
«الدستور» تحدثت مع أبطال الفيلم، لكشف تفاصيل وكواليس تصويره، وأبرز الأزمات التى واجهتهم، ورؤيتهم للمنافسة السينمائية خلال الموسم الجارى.

ماجد الكدوانى: الفيلم كوميدى اجتماعى ويناقش حلم السفر
قال الفنان ماجد الكدوانى، إنه يجسد دور زوج الفنانة حورية فرغلى، ونظرًا لصعوبة حياتهما المعيشية، يقرران التوجه إلى السفارة الأمريكية، للحصول على التأشيرة، ليكتشف هناك تخطيط زوجته لأن تلد بداخلها، ومن ثمَّ يحصل الطفل على جنسية الولايات المتحدة بحكم القانون، إلا أنه يندلع شجار وإطلاق نار، فيظن الجميع أنها عملية إرهابية تستهدف احتجاز رهائن.
وأضاف: «الفيلم اسم على مُسمى، لأن قصته تدور حول (الولادة)»، لافتًا إلى أنه من الطبيعى أن يواجه أى فيلم فى العالم العديد من الصعوبات، وفى «طلق صناعى» لم تكن «صعوبات» بقدر ما كانت بذل مزيد من الجهد، مضيفًا: «لم يشعر فريق العمل بهذا المجهود، لأننا كنا نريد تقديم عمل جيد للجمهور يليق بالسينما المصرية».
وكشف عن أن الفيلم مر بعدد كبير من المشكلات مع الرقابة على المصنفات الفنية، بسبب تناوله موضوعًا سياسيًا حساسًا، لكنه لم يهتم بتلك الأزمة بسبب انشغاله بتصوير فيلمه الجديد «تراب الماس»، مضيفًا: «الشركة المنتجة والمخرج خالد دياب تواصلا مع رئيس جهاز الرقابة خالد عبدالجليل، وتم تجاوز الأزمة بنجاح، حتى خرج الفيلم إلى النور».
وتابع: «الفيلم ذات طابع كوميدى اجتماعى بعيد تمامًا عن السياسة، واختيار السفارة الأمريكية لتكون هى المحور الأساسى للأحداث فقط، لأنها تمثل الحلم المنتشر بين أفراد الشعب عندما يفكر أى منهم فى استخراج الأوراق اللازمة للسفر والهجرة».
وعن سبب موافقته على المشاركة فى العمل قال: «هناك عوامل كثيرة تؤثر فى قرارى بالمشاركة فى العمل الفنى من عدمه، أهمها السيناريو، فالورق يعتبر أهم شىء بالنسبة لى، لأنه أساس نجاح الفيلم، ويتبعه المخرج لأنه دوره مهم فى تحويل الورق إلى صورة جيدة، وبالطبع الشركة المنتجة، وهو ما توافر فى (طلق صناعى)».
فى سياق آخر، قال «الكدوانى» إنه يصور حاليًا مشاهده فى الفيلم السينمائى الجديد «تراب الماس»، لافتًا إلى أن سبب موافقته على الفيلم هو عشقه لروايات الكاتب أحمد مراد، والمخرج مروان حامد، مضيفًا: «(تراب الماس) رواية مهمة جدًا وذات قيمة كبيرة وحققت نجاحًا كبيرًا منذ طرحها فى الأسواق».
يُذكر أن «تراب الماس يشارك فى بطولته عدد كبير من الفنانين، على رأسهم آسر ياسين ومنة شلبى وصابرين ومحمود حميدة وإياد نصار وعزت العلايلى ومحمد ممدوح، وعدد آخر من الفنانين، وهو سيناريو وحوار أحمد مراد، وإخراج مروان حامد، وإنتاج شركة «دولار فيلم» وفرعها الإنتاجى «نيو سينشرى».

حذف مشاهد مى كساب.. أبرز الأزمات
واجه صناع الفيلم أزمة كبيرة مع جهاز الرقابة على المصنفات الفنية كادت أن تستبعده من العرض السينمائى فى مصر خلال الموسم الجارى، بسبب تناول قصته وأحداثه بُعدًا سياسيًا دوليًا بين مصر والولايات المتحدة، وعمل كل من المخرج خالد دياب وشقيقه «محمد»، على إنهاء تلك الأزمة، حتى يخرج الفيلم إلى النور.
الأزمة بدأت عندما قرر الدكتور خالد عبدالجليل، رئيس الجهاز، منع استخراج تصريح لطرح الفيلم بدور العرض السينمائى، رغم أنه أجاز فى بداية العمل السيناريو الخاص به، وبناءً عليه تم تصوير مشاهده، بالإضافة إلى عرضه ومشاركته فى مهرجان دبى السينمائى الدولى خلال الشهر الماضى. وبعد العديد من المفاوضات بين إدارة شركة «نيو سينشرى» المنتجة للفيلم، والدكتور خالد عبدالجليل، تم الحصول على التصاريح اللازمة لعرضه تجاريًا، وواجه المخرج خالد دياب أزمة أخرى خلال تصويره مشاهد الفيلم مع الفنانة والمطربة مى كساب، ما اضطره إلى حذف العديد من المشاهد الخاصة بها.
ويرجع سبب الأزمة وحذف المشاهد الخاصة بها إلى حمل «مى»، الذى تزامن مع تصوير مشاهدها فى الفيلم، حيث صورت مشاهد وهى حامل فى شهرها الثانى، وأخرى وهى فى الشهر السادس، واختتمت دورها فى الشهر التاسع، وأدى ذلك للوقوع فى فخ «الراكور» بسبب تغير وزنها، ما أجبر المخرج على حذف مشاهد من دورها رغمًا عنه.

مصطفى خاطر: تلقينا ردود فعل إيجابية فى «دبى السينمائى»
عبَّر الفنان مصطفى خاطر عن سعادته بالمشاركة فى الفيلم، مع كل من ماجد الكدوانى، وحورية فرغلى، مشيرًا إلى أن هذا العمل يمثل إضافة كبيرة لمشواره الفنى.
وقال «خاطر» إنه يجسد خلال أحداث الفيلم شخصية «الدكتور سعيد»، الذى توجه للسفارة الأمريكية لتقديم ورق الهجرة، فيتم احتجازه داخلها تحت تهديد السلاح من قبل الفنان ماجد الكدوانى، ويتورط فى إسعاف زوجته حورية فرغلى أثناء ولادتها.
وأضاف: «الفيلم يُعتبر من الأفلام السياسية غير المباشرة دون تجريح أو إيذاء شخص أو مؤسسة بعينها، وهذه النوعية من الأفلام متعارف عليها فى السينما المصرية»، مشددًا على أنه لا يوجد أى تشابه مع فيلم «الإرهاب والكباب» للزعيم عادل إمام والفنانة يسرا، وقال: «فكرة حجز رهائن داخل مكان والمساومة عليهم هى (تيمة) موجودة فى معظم أفلامنا، والاختلاف يكون فى طريقة التناول المختلف للأحداث». وأشار «خاطر» إلى فخره وسعادته بمشاركة الفيلم فى مهرجان دبى السينمائى الدولى فى دورته الـ14، خلال الشهر الماضى، قائلًا: إنه فُوجئ بردود فعل الجمهور الإيجابية حول الفيلم، ومتفائل بتحقيقه نجاحًا كبيرًا فى مصر.
فى سياق آخر، كشف «خاطر» عن تفضيله المشاركة فى أعمال البطولة الجماعية، لأنها تحقق نجاحًا كبيرًا مثلما حدث فى فيلم «هروب اضطرارى» للفنان أحمد السقا، مشيرًا إلى أنه يصور حاليًا فيلمًا سينمائيًا جديدًا بعنوان «حرب كرموز» مع الفنان أمير كرارة، الذى ينتمى أيضًا لنوعية البطولة الجماعية. وعبَّر عن سعادته بالتعاون مع أمير كرارة للمرة الثانية، خاصة أنه «فنان موهوب يتمتع بقدرات تمثيلية كبيرة». وأشار إلى أن فريق عمل «مسرح مصر» بقيادة الفنان أشرف عبدالباقى اقترب من إنهاء عروض الموسم الرابع للجمهور على المسرح، لافتًا إلى أن تأخر عرض الموسم الثالث على الفضائيات يرجع لأسباب خاصة بالجهة المنتجة، المسئولة عن العرض التليفزيونى، وقناة «إم بى سى مصر».

محمد فراج: لم أتردد لحظة فى المشاركة رغم صغر حجم الدور
قال الفنان محمد فراج إنه سعيد بالمشاركة فى الفيلم، وأكد أنه لم يتردد لحظة فى قبوله رغم صغر حجمه، خاصة أن العمل «محترم وجيد»، لافتًا إلى أنه يظهر فى الفيلم كأحد ضيوف الشرف بشخصية «ضابط طبيب».
وأضاف: «قصة الفيلم تنطوى على جرأة كبيرة، فى ظل مناقشته قضية شائكة»، معربًا عن تقديره كلًا من المخرج محمد دياب وشقيقه «خالد»، اللذين يحرصان على تقديم قضايا مهمة للجمهور.
وعن أزمة الفيلم فى الرقابة، قال إنه لا يدرى سببها، خاصة أن الرقابة ذاتها هى التى أجازت البدء فى تصوير مشاهد الفيلم، بالإضافة إلى مشاركته فى مهرجان دبى السينمائى، متسائلًا: «كيف بعد كل ذلك يتعنتون ضد خروجه للنور وطرحه بدور العرض السينمائية؟».
وتابع: «الأعمال الفنية التى تناقش قضايا شائكة ومهمة بالنسبة للمجتمع دائمًا ما تواجهها صعوبات أثناء وبعد انتهاء التصوير، رغم نجاحها فى مهرجانات خارج مصر».
وعن تشبيه قصة العمل بفيلم «الإرهاب والكباب»، قال «فراج» إنه لا يعلم على أى أساس تم تبنى هذا الاعتقاد، مضيفًا: «ربما تشابهت أحداث الفيلمين، لكن التناول الجديد فى (طلق صناعى) مختلف تمامًا، وهو ما سيتضح للجمهور عند مشاهدة العمل».
وأشار إلى أنه لم يكن من ضمن حضور فريق عمل الفيلم أثناء مشاركته فى مهرجان دبى السينمائى الدولى، لكنه علم بردود الفعل الإيجابية التى تلقاها من الجمهور فور عرضه، مضيفًا: «أشعر بالفخر لانتمائى لفريق عمل فيلم كبير ومحترم، شرَّف اسم مصر فى مهرجان دبى».