الرئيس الروسى يبحث فى القاهرة خطة سياسية للضغط على الرئيس الأمريكى
بعد أيام من القرار المثير للغضب العربى والاستنكار الدولى، والذى اتخذه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بإعلان نقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس، ما يعنى اعترافه بأن المدينة المقدسة عاصمة للكيان الصهيونى، تهبط طائرة الرئيس الروسى فى القاهرة، فى زيارة فرضت عليها المستجدات الدولية ألا تقتصر على العلاقات الثنائية والتعاون التجارى بين مصر وروسيا، فقط.
لذلك، سكتون قضية القدس عنوانا للمتغيرات الطارئة بالنسبة لمباحثات الرئيسين عبد الفتاح السيسى وفلاديمير ببوتين، وهما زعيمان لدولتين، إحداهما تسعى بقوة لعودة مجدها الدولى القديم، والأخرى تمثل ثقلا عربيا وإقليميا ودوليا لا يستطيع أحد تجاهل دوره.
بالنسبة لروسيا، فإن الدب المنتفض على الساحة الدولية مؤخرا يسعى إلى توطيد استراتيجية بلاده التى تستهدف إحياء نفوذ الاتحاد السوفيتى فى منطقة الشرق الأوسط، مستغلة تراجع الدور الأمريكى فى القضية الفلسطينية فى أعقاب إعلان ترامب الأخير، بعد أن قطعت شوطا كبيرا وبارزا فى هدفها هذا بتدخلها السياسى والعسكرى الثقيل على الساحة السورية، وإحداث توازن دولى وميدانى هناك.
وتدرك روسيا أن مصر -التى تعد أكبر دولة عربية- هى محور منطقة الشرق الأوسط وحلقة وصل قارة آسيا مع دول إفريقيا، كما أن القاهرة هى اللاعب الرئيسى فى القضية الفلسطينية لذا يحتاج بوتين مساعدة الرئيس السيسى كى يعلب دورا فى إيجاد حل لهذه القضية بعد فشل ترامب.
أما عن مصر، فإن قضية فلسطين بالنسبة لها أمر له أبعاد استراتيجية وتاريخية عميقة، وتعى القيادة السياسية فيها جيدا خطورة الخطوة الأحادية من ترامب على عملية السلام.
كما أن القاهرة نجحت مؤخرا فى عقد اتفاق مصالحة فلسطينى فلسطينى بين الفصائل المختلفة هناك، وعلى رأسها حركتا فتح فى الضفة الغربية وحماس فى غزة، لكن قرار ترامب بإمكانه أن يهدر كل الجهود التى قامت بها مصر فى هذا الملف.
وقال مصدر سياسى رفيع المستوى لـ«اليوم الجديد» إن البلدين متفقان على اتخاذ موقف موحد ضد الخطوة الأمريكية.
وأكد المصدر أن الزعيمين سيبحثان خلال اجتماعهما كيفية الضغط على الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للتراجع عن قراره الأخير.