في حي بهتيم (القليوبية)، يعيش آلاف المواطنين قرب مداخن مصبغة تعمل قريبًا من الكتلة السكنية، في وقت يقول المتضررون إنها لا تراعي الاحتياطات البيئية، بعد إصابة عدد منهم بمتاعب مرضية في الصدر والقلب.
ويقول عاشور غنيم، من سكان المنطقة: «الدخان ده على بعد حوالي 50 متر من سكن الأهالي، وبالضبط مواجه لمربع (العفيفي) ببهتيم ويوجد حالات وفاة ومرضى كثيرون. عارفين إن ورق المصبغى سليم وقانوني، لكن الدخان ورائحته مش قانوني بالمرة».
وأضاف: «كان هناك احتفالية في نادي بهتيم بمناسبة المولد النبوي، حضر شباب كثيرون، وكان موجودًا صاحب المصبغة.. حينها قال له شاب الدخان بيموت الناس وصدرهم تعب كده حرام، رد وقاله تعالي شوف الورق. طيب بقولك يا حاج ورقك سليم لكن لجنة البيئة مش سليمة».
هنا، قدم السكان عديد الشكاوى إلى الحي والمحافظة، «حاولنا التواصل مع صاحب المصبغة قالنا ماينفعش أنقلها، لكن هجيب أجهزة من ألمانيا ومعدات تقلل الدخان وتحافظ على الصحة، وانتهت الجلسة إن كله هيبقى تمام.. لكن ماحصلش حاجة من اللى اتفق عليها معانا».
وانتهت جلسة الأهالى مع مالك المصبغة، حاتم عودة، الذى خسر انتخابات مجلس النواب الأخيرة، إلى «مجرد كلام» دون أن يرى الأهالى أمرًا جديدًا يحد من الأضرار التى يتعرضون لها، «رجعنا بيوتنا وخلصت الانتخابات ومن وقتها الحال على ما هو عليه، ومفيش بيت ولا أسرة إلا لما بقى فيها مريض قلب أو رئتين».
وأعرب مواطن آخر عن استياء الأهالي من المصبغة، وذكر أن صاحبها يستخدم نفوذه لكبح محاولاتهم إغلاق المصنع ولم يعد في مقدورهم سوى جمع الشكاوى لتتكدس بعضها فوق بعض.
ومثله، قالت إحدى سكان بهتيم: «احنا بنتفرج على ولادنا وهم بيموتوا، وقد وعدهم المرشحون في الانتخابات السابقة لمجلس النواب أنهم سوف يغلقون المصنع إذا نجحوا في الانتخابات، وكالعاده بعد فوزهم لم يفوا بعهدهم. والأهالي الآن في حالة غضب شديدة».
وتابعت: «في البداية كانوا مدخنتان، وكلما حاولنا إغلاق المصنع يزيد صاحبها المداخن.. ومازال الحال كما هو عليه بعدما أصدرت وزارة البيئة قرارها بأن الدخان المتصاعد ما هو إلا بخار ماء، بينما حالة السكان الصحية في تدهور مستمر ويزداد عدد الإصابات بمرض القلب والصدر».