كشف الدكتور رفعت سيد أحمد رئيس مركز يافا للدراسات والأبحاث، تفاصيل «صفقة القرن» بتوطين الفلسطينيين في سيناء. ونشرت “بي بي سي” وثائق ذكرت خلالها أن الرئيس المتنحي محمد حسني مبارك استجاب لمطلب أمريكي في هذا الشأن، وقد اشترط أنه كي تقبل مصر توطين الفلسطينيين في أراضيها، لابد من التوصل لاتفاق بشأن “إطار عمل لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي”، وهو الأمر الذي نفاه مبارك في بيان له اليوم الأربعاء.

وثائق إسرائيلية ووصف أحمد  الوثائق بأنها إسرائيلية، معتبرا إياها تهديدا للأمن القومي، بقوله: «تؤكّد وثائق الصراع في المنطقة أن المخطّط الإسرائيلى لتوطين الفلسطينيين في سيناء بالتآمر أو بالإغراءات يعد أخطر مهددات الأمن القومى المصرى بعد ثورتى 25 يناير، و30 يونيو».ولفت رئيس مركز يافا إلى أن «مخطط التوطين» منشور بأكمله فى كتاب بعنوان «خنجر إسرائيل»، يضم تصريحات موشيه ديان وزير الحرب الإسرائيلى وقتها عن خطته لتقسيم العرب واحتلالهم. وذكر أحمد أنه في عام 2010 تم الكشف عن أخطر وثيقة إسرائيلية وهي الخاصة بمستشار الأمن القومى الإسرائيلى السابق اللواء احتياط، جيورا إيلاند، ويطرح فيها أن مملكة الأردن هي دولة الفلسطينيين، وبوضعها الجديد تتكون من ثلاثة أقاليم تضمّ الضفّتين الغربية والشرقية، وغزّة الكبرى التي تأخذ جزءا من مصر.

Untitled وقال إيلاند، في وثيقته، إن إسرائيل نجحت بجهود سرّية في إقناع الولايات المتحدة الأميريكية بالضغط على العرب للاشتراك في حل إقليمي للصراع “الفلسطيني – الإسرائيلي”، يرتكز على استمرار سيطرة إسرائيل على مساحات ضخمة من الضفة الغربية، مقابل تعويض الفلسطينيين، بمساحات ضخمة من شبه جزيرة سيناء لإنشاء دولة فلسطينية مستقرّة وقادرة على النمو والمنافسة.

وتذكر الوثيقة كواليس المخطط بأن تنقل مصر إلى غزّة مناطق مساحتها نحو 720 كيلومترا، وتشمل هذه المنطقة جزءا من الشريط المبني الممتد على طول 24 كيلومترا على طول شاطئ البحر المتوسط من رفح غرباً حتى العريش، بالإضافة إلى شريط يقع غرب كرم سالم جنوبا، ويمتد على طول الحدود بين إسرائيل ومصر، وتؤدي هذه الزيادة، إلى مضاعفة حجم قطاع غزّة البالغ حاليا 365 كيلومترا نحو ثلاث مرات.

بدوره، أكد رئيس مركز يافا البحثي أن الفلسطينيين والمصريين رفضوا هذا المخطط، بدءًا من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وحتى الحالي عبدالفتاح السيسي. وأشار أحمد إلى أن الضغوط مستمرة لتنفيذ مخطط التوطين من قبل أمريكا وإسرائيل والاتحاد الأوروبى وبعض الدول الإقليمية ذات العلاقة الاستراتيجية النفطية والعسكرية مع إسرائيل، وتحديدا قطر وتركيا والسعودية، على حد قوله.

كواليس المخطط وقال رئيس المركز البحثي إن المخطط الإسرائيلي التآمري يرتكز على ثلاثة عناصر، أولها هو إنهاك الجيش المصري في حرب طويلة مع التنظيمات الإرهابية المسلحة، بإيعاز من الكيان الصهيوني، الأمر الذي يرفع فاتورة الحرب على الدولة المصرية، ويدرك أن تلكفة بقاءه في سيناء باهظة الثمن.

أما العنصر الثاني، هو استهداف المسيحيين المقيميين في سيناء والمناطق الحدودية، لإيصال رسالة لهم، بصعوبة إقامتهم في تلك المناطق، وهو ما حدث بالفعل. وعن العنصر الثالث، قال رئيس مركز يافا للدراسات والأبحاث، إنه يخص بدء استهداف المسلمين المقيمين في رفح والعريش والمناطق الحدودية، ومحاولة زحزحتهم بعيدًا عن الشريط الحدودي، فتصل الأمور في النهاية، إلى صعوبة تواجد المصريين في تلك المناطق، نظرًا للمشقة الكبيرة في العيش بها، ثم يبدأ التنازل عنها عملا بمبدأ «الباب اللي يجيلك منه الريح سده واستريح».

الضغوط الأمريكية وتساءل أحمد: لماذا لم نسمع عن تفجير واحد في سيناء ضد القوات متعددة الجنسيات لحفظ السلام رغم وجود نحو 20 ألف مقاتل من تلك القوات هناك؟ وسارع رئيس مركز يافا مجيبا على سؤاله بقوله: تلك القوات تعمل بخبث شديد، فهي بالأساس تابعة للمخابرات الأمريكية، وهناك اتفاق ضمني بين هذه القوات والجماعات الإرهابية بسيناء – داعش وأخواتها- التي تحركها إسرائيل، ومهمتها الأساسية تفكيك الجيوش العربية وخاصة الجيشين المصري والسوري.