بين العطف والتودد والزيف وإظهار القوة تارة، وإخفائها تارة أخرى، تتلون صفحة أفيخاى أدرعى، المتحدث الرسمى باسم جيش الدفاع الإسرائيلى، بمختلف المنشورات لجذب العديد من المتابعين. ويمارس أفيخاى أدرعى، حربًا باردة في نشر الفكر الثقافي الإسرائيلي للعالم، فيصبحنا بمنشور يعرب فيه عن الود والقرب من جيش الدفاع لنا، ويمسينا بمثله، ظنًا منه أنه بذلك يغير حقيقة اغتصابهم الأرض وانتهاكاتهم المستمرة لحرمة ثالث الحرمين الشريفين وأولى القبلتين.
افيخاى ادرعى من جانبه، قال الدكتور على مسعود، عميد كلية السياسة والاقتصاد بجامعة بنى سويف، تعتبر مواقع السوشيال ميديا “أرضًا خصبة” جدًا لنشر الثقافة اليهودية، حيث تفيد فى تجميع كم كبير من المعلومات لتحليلها فى الموساد. وأضاف مسعود، أن استقطاب المتابعين العرب من مختلف الأعمار والثقافات محاولة بائسة من سلطات الاحتلال، موضحًا أن المتابعين يتابعونه مجرد حب استطلاع، ومعرفة تطورات العدو، واثقًا فى ثقافة الشباب، التى تحافظ على هويتها العربية.الدكتور على مسعود عميد كلية السياسة والاقتصاد وفى سياق تعليقه على السياسة الخارجية المصرية ودورها فى المنطقة، شدد العميد على أن القوة الناعمة شهدت تدهورًا منذ أربع سنوات، لكنها تعافت بشكل جيد خلال الفترة الماضية، موضحًا ثقته فى وزارة الخارجية، وممثلى السياسة الخارجية المصرية.
ولم يستبعد مسعود، مشاركة إسرائيل فى مذبحة مسجد الروضة، لكنه رفض أى تحليلات تخص هذه المسألة، لأنها قضية أمن قومى والمؤسسات المعنية تقوم بدورها بكل قوة.وفى نفس السياق قال الباحث السياسي حسنى عماد، باحث الماجستير فى العلوم السياسية، “إن سلطات الاحتلال الصهيوني بدأت فى نشر ثقافتها فى الشرق الأوسط وإفريقيا منذ حرب أكتوبر بمباركة أمريكية، وذلك فى غضون إغلاق مصر المجال أمامها للانتشار والتوسع فى المنطقة. وأكد عماد، أن إسرائيل أرسلت بعثات متعددة لإفريقيا، خاصة كينيا، بل تسيطر على مساحات من الأراضى الضخمة فى إفريقيا، فضلًا عن التعاون الموسع بينهما، مشيرًا إلى مشاركة تل أبيب فى دعم سد النهضة.
وأوضح عماد، أن أفيخاى أدرعى يقوم بتوظيف أي حدث سياسي لخدمة السياسة الإسرائيلية ومصالحها، ساخرًا من الدور الصهيوني فى السوشيال ميديا الفاشل فى نشر الزيف المتعمد. توظيف افيخاى للأحداث لتتماشي مع السياسة الخارجية الإسرائيلية ولا يكف المدعو أفيخاى عن إقحام أنفه فى أى أزمة عربية أو إقليمية فى الشرق الأوسط، مستخدمًا كل الوسائل الإعلامية للاستشهاد بها فى بث زيفه، فما لبث أن أقحم حركة حماس لمجرد اعلان اجتماع وزراء التحالف الاسلامى ضد الإرهاب لتوظيف الموقف مع سياسات الدولة الصهيونية المحتلة.
التودد الزائف لجذب المزيد من المتابعين وفى سياق ركوب الموج ومجاراة الأحداث المشتعلة بالمنطقة العربية، خاصة فى مصر بعد حادث مسجد الروضة الإرهابي الغاشم بالعريش، أعلن المتحدث الإسرائيلي إضاءة بلدية تل أبيب مبناها الرئيسي بعلم مصر تضامنا مع القاهرة فى حربها ضد الإرهاب، وذلك فضلا عن صورة نشرها توضح تضامن كاتبة إسرائيلية كُتب بها “كلنا مصر”.
افيخاى يعلن تضامن تل ابيب مع مصر فى الحرب ضد الارهاب بعد حادث الروضة علاوة على ذلك، يقوم أفيخاى بدوره فى الترويج للسياسة الإسرائيلية بكل قوته، فلا يترك صغيرة أو كبيرة، إلا ويذكرها فقد نشر صورة تحوى خريطتين للبنان، إحداهما ملتفة بالعلم اللبنانى، وأخرى بعلم حزب الله يستجوب المتابعين أيهما أفضل، الأمر الذى يعتبر إقحامًا لأنفه فى سياسة داخلية لدولة مجاورة لزعزعة أمنها واستقرارها.
افيخاى يستجوب المتابعين وأما «أوفير جندلمان»، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الوزراء الإسرائيلية، فهو سياسي ودبلوماسي من نوع خاص، حيث يمارس جندلمان أسلوبه الخاص في الإقناع عن طريق تزييف الحقائق والاستشهاد بحديث رسول الله أو آية من القرآن الكريم، متغافلًا عن أحكام نفس الكتاب المقدس الذي يقتبس منه ليوافق ويزيف حسب هواه، فهل يرد عليه إلا بقوله تعالى «أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض». -أوفير-جندلمان-المتحدث-الرسمى-باسم-رئيس-الوزراء-الإسرائيلى حرب باردة على نطاق واسع على السوشيال ميديا تمارسها سلطات الإحتلال لبناء فكر جديد لدى جيل الفيسبوك وغيره، وصفحات للعديد من المسؤولين الصهاينة انتشرت فى الفترة الأخيرة مثل “المنسق”، و”أوفير جندلمان” المتحدث الرسمى باسم رئيس الوزاء الإسرائيلي، وغيرهم العديد، فهل تنجح إسرائيل فى مقصدها وترويج أحقيتها بالأرض؟