أشكال مختلفة للحداد على أرواح الضحايا المصريين الـ305 الذين راحوا ضحية الحادث الإرهابى بمسجد الروضة، ظهرت فور وقوع الحادث، وتزايدت مع الارتفاع المطرد فى أعداد الضحايا، على شاشات الكمبيوتر ظهرت الصفحة الرسمية لموقع «جوجل»، محرك البحث الشهير، وقد رفعت شريطة سوداء، فيما سارع القائمون على برج إيفل بفرنسا لإطفاء أنواره حداداً على الشهداء، بينما أعلنت الدولة المصرية حالة الحداد، على لسان رئيس الجمهورية، لمدة ثلاثة أيام. بالسرعة ذاتها انطلقت القنوات الحكومية والفضائية فى وضع الشريطة السوداء الشهيرة على جانب الشاشة، لكنه لم يَبْدُ للمتابعين حداداً حقيقياً.. عصام هضيب كان يتابع أنباء الهجوم عبر إحدى القنوات الفضائية، التى وحدت بث قناتيها الإخبارية والترفيهية لتغطية الحدث، لكن فجأة عادت القناة التى يشاهدها إلى سيرتها الأولى، فى موعد المسلسل اليومى: «للأسف القنوات مفصلتش ولو يوم واحد على سبيل الحداد، مجرد شريطة سودا وخلاص بدون أى معنى». مى أشرف حولت القناة سريعاً: «للأسف مفيش أى علاقة بين الشريطة السودا اللى القنوات بترفعها وبين المحتوى».جدل يتكرر مع كل حادث إرهابى، يترافق رفع الأشرطة السوداء من بعده، على زوايا الشاشات بمشاهد مستفزة للمشاعر، منذ حادث رفح فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى وحتى الآن، شبكة واحدة فقط خرجت عن النص فى الحادث الأخير مقررة وقف البرامج الترفيهية والمسلسلات لثلاثة أيام، بينما واصلت بقية الشبكات والقنوات العرض، متمسكين بوجهات نظر عبر عنها كل من نقيب الممثلين أشرف زكى، حين أكد فى يوليو من العام الماضى أن وقف المسلسلات يعنى تنفيذ المخططات الإرهابية، هو ذاته المعنى الذى أكد عليه النائب أسامة هيكل، رئيس لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس النواب، فى مايو من العام الماضى، حين رد على مطالبات البعض بوقف مسلسلات رمضان حداداً على شهداء حادث المنيا «لن نواجه الإرهاب بوقف المسلسلات». «آخر حداد حقيقى شهدته شاشات التليفزيون كان فى أعقاب اغتيال الرئيس المصرى السابق محمد أنور السادات».. هكذا حاول عبدالرحمن رشاد، رئيس لجنة تطوير الإذاعة، وعضو الهيئة الوطنية للإعلام، أن يتذكر المرة الأخيرة التى جرى خلالها تطبيق الحداد بمعناه الكامل والذى يتضمن -بحسبه- قراءة القرآن، ووقف الخريطة البرامجية، مع التزام المذيعات بالزى الأسود، والتزام المذيعين برابطة العنق السوداء، مع تنكيس الأعلام، حداد لم يتكرر منذ 36 عاماً.