سادت حالة من الغضب والاستياء، جراء رفض الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر تكفير الإرهابيين الذين نفذوا حادث تفجير مسجد الروضة في سيناء أثناء صلاة الجمعة الماضية، وكذلك أعضاء تنظيم داعش، واصفًا تكفيرهم بأنه يفتح بابًا لا نهاية له “حسب قوله”.
وتسببت تصريحات وكيل الأزهر برفض تكفير منفذى الهجوم الذى استهدف مسجد الروضة، التابع للطريقة الجريرية ببئر العبد، إحدى الطرق الصوفية، وخلف استشهاد ما يزيد على ثلاثمئة فرد وعشرات المصابين، حالة من الهجوم عليه. فدخل الإعلامي عمرو أديب، على خط المواجهة مع عباس شومان، قائلا “لماذا لم يتم تكفير هؤلاء يا مولانا، حضرتك لا تعرف أن هؤلاء لديهم فكر ويستندون إلى القرآن والسنة والفقه ولديهم شيوخ يتبعونهم ملايين المسلمين”.
لا نملك التكفير وبرر شومان، عدم تكفيره لمنفذى الهجوم ولتنظيم داعش الإرهابي، في مداخلة هاتفية مع الإعلامي سيد علي في برنامجه “حضرة المواطن” على فضائية الحدث، بأن قضية التكفير قضية علمية امتنع عنها الأزهر لأنها تفتح أبوابًا لا يمكن إغلاقها، وأن الأزهر لا يحكم على الأشخاص، والقواعد العلمية بالشريعة الإسلامية لا تمكن من ذلك، ومن ثم لا نطلق أحكامًا عامة على جماعات لا نعرفها ولا نعرف مكوناتها أو الذين يقومون بعمليات فيها، لكن نقول إنهم لا ينتمون لأي دين.
وأوضح الدكتور شومان أنه يجب الحكم على هؤلاء الإرهابيين نتيجة فعلهم، ولا يمكن أن يقوم مسلم بقتل مسلم يصلي فى مسجد، وما حدث لا يفعله مسلم ولا يهودي، بل يفعله كلاب مسعورة سقطت عن مدارك الإنسان والحيوان، بقتلهم المصلين أثناء الصلاة، خاصة أن الصلاة لا تسقط عن المسلم حتى أثناء القتال.
واستكمل شومان قوله “هؤلاء إرهابيون مأجورون لتخريب مصر وإسقاط الدولة ولا يجب معهم أي خطاب ديني أو فكري وإنما يجب استئصالهم وتخليص العباد من شرورهم”. غير أن المنظور الشرعى للأزهر فى التعامل مع تكفير داعش، اختلف حوله الكثير، فعلى الرغم من تأكيد وكيل الأزهر أن القواعد العلمية بالشريعة الإسلامية لا تمكن من الحكم على تلك التنظيمات بالتكفير، فإن علماء من داخل الأزهر استطاعوا حسم الجدل.
مرتد وكافر من يستحل الدماء أكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أنه من المقرر شرعًا أن مرتكبى الكبائر إن ارتكبها أصحابها على أنها معصية ومخالفة شرعية، ففى هذه الحالة يعتبر “مسلما عاصيا وفاسقا” أمره إلى الله تعالى، ولا يحكم عليه بالردة أو الكفر، طالما أنه فعل المحظور وأقر واعتقد أنها معصية. وتابع كريمة لـ”التحرير”: “إذا ارتكب أحد الكبائر مستحلا لها ولم يعتقد ولا يعترف بالمحرم، ففى هذه الحالة أجمع الفقهاء على أن من استحل محرما مقطوعا بحرمته كإزهاق روح وتعاطى المسكرات، يعد مرتدا عن الإسلام، وعلل الفقهاء ذلك بأنه استحل الحرام وغيّر معتقدا بتحريمه، فقد رد الأمر على الله، وبالتالى خرج عن الشريعة”.