فى الممر المؤدى إلى غرفة الرعاية المركزة بمستشفى معهد ناصر بالقاهرة، جلس عدد من أهالى المصابين فى تفجير «الروضة» الإرهابى، أمس الأول، فى انتظار السماح لهم بدخول المستشفى للبحث عن ذويهم، فى ظل تشديدات أمنية مكثفة مفروضة على المستشفى والمقيمين به، وكذلك على مستشفى دار الشفاء فى العباسية، المخصصين لاستقبال مصابى الحادث فى القاهرة. أحمد فرج، 25 عاماً، جاء من الإسماعيلية باحثاً عن ابن عمه، فرج محمد فرج، من قبيلة «السواركة»، الشاب الأربعينى، الذى يعمل بمسجد الروضة، وبحكم عمله كان موجوداً وقت الحادث.
يحكى «أحمد» : «لفينا المستشفيات عليه، وجينا من الإسماعيلية أنا وإخواتى الاتنين وعمى وأبويا علشان ندور عليه، لقينا عمى بيتصل بنا ويقول إنه راح يدور عليه فى مستشفى بئر العبد، ومش لاقيه، وإحنا قاعدين فى الإسماعيلية، فرحنا المستشفى سألنا على اسمه ما لقينهوش، فجينا على القاهرة». وانتظرت عائلة «فرج» لساعات أمام المستشفى، فى محاولة للاطلاع على كشوف المستشفى، ويقول «أحمد»: «إذا عرفنا إنه مات فربنا يلهم أباه الصبر». يظهر الهم على وجه «أحمد» قلقاً على ابن عمه، والد الأبناء الثلاثة، الذى فقد زوجته فى الحادث.
فرد من الأمن أبلغ الأسرة بأن «فرج» دخل المستشفى بالفعل، والإدارة تطلب دخول شخص واحد فقط المستشفى، فتعلو الفرحة وجه «أحمد». وبينما تقف عائلة «فرج» حزينة لوفاته، يقف بجوارها شاب عشرينى يُعرّف نفسه بأنه «عمرو» من قبيلة السواركة، جاء بحثاً عن رجل خمسينى من السواركة يدعى ناصر أحمد دهشان، والد أحد أصدقائه، ويصفه «عمرو» بأنه متصوف لم يترك مسجد الروضة يوماً، ويقول: «أحمد ابن عم ناصر الوحيد، شغال معايا فى المحل فى مدينة الإسماعيلية، أول ما سمعنا خبر الانفجار، بقينا ندور عليه فى كل مكان، أحمد دخل زى المجنون مستشفى الإسماعيلية العام يسأل موظفة الاستقبال عن اسم أبيه، قالوا مجاش، لكن دوّر فى كل مكان بالمستشفى على أبيه».
ويتحرك الصديقان للبحث عن الوالد، يسألان عنه ذويهم وأهلهم من بئر العبد، يوصّون كل من يعرفهم بالبحث عنه، ويذهب أقارب عم «ناصر» إلى المستشفى، ويخبرون «أحمد» هاتفياً بأن الاسم غير موجود فى الكشوفات، واستقل «عمرو» سيارة أجرة من مدينة الإسماعيلية إلى منطقة شبرا بالقاهرة، عندما عرف أن معهد ناصر يستقبل ضحايا الحادث، ويقول «عمرو»: «مستشفى الإسماعيلية كبير، وكل حالة بتدخل وبتتسجل لأنها طوارئ، فى معهد ناصر الأمن ما يعرفش مين دخل، ومنتظر حد يقول لى إنه مش هنا، أو يأكد إنه موجود».
محافظ القاهرة، المهندس عاطف عبدالحميد، أجرى جولة داخل مستشفى معهد ناصر أمس لتفقد حالة مصابى حادث مسجد الروضة وسط تشديدات أمنية، وأكد أن المستشفى استقبل 18 حالة من مصابى الحادث، ضمنهم 3 أطفال.