انتشرت صورة لأطفال قرية الروضة يلتفون حول عدد كبير من الأحذية المتبقية من ضحايا المذبحة التي جرت بالأمس في مسجد القرية، وأسفرت عن استشهاد 305 مُصلي وإصابة 109 آخرين. تحدث لـ"أبوجبر أحمد" أحد أهالي القرية والذي شارك في نقل تلك الأحذية من المسجد.
بعد الانتهاء من نقل كافة الجثامين والمصابين من داخل مسجد الروضة، كان الإنهاك بادياً على الوجوه، لم يُفكر أحد في تنظيف المكان أو إعادته لصورته الأولى، تم تأجيل الخطوة لليوم التالي "والصبح روحنا عشان نطهر المسجد ونغسله".
أثناء عملية التنظيف تم جمع الأحذية المنتشرة في أرجاء المكان داخل المسجد وفي ساحتها الخارجية، هي كل ما تبقى من ضحايا الحادث الدموي "جمعناها مع بواقي الكراسي المتكسرة والرصاص والملابس المتقطعة" تم وضعها في أحد الأركان لحين انتهاء عملهم.
"بعد ما خلصنا مكناش عارفين نوديها فين" اقترح أحد المتطوعين للتنظيف وضعها في الخارج على مقربة من المسجد "واخترنا نحطها تحت شجرة جنب المسجد"، جمع كل رجل ما يمكنه من الأحذية والملابس وحملها إلى الشجرة.
انفض الجمع، ذهب كل شخص إلى عمله أو منزله من بينهم الشاب "أبوجبر"، الذي جلس داخل محله المقابل للمسجد، بعد دقائق كَسر الهدوء قدوم عدد من الأطفال إلى الشجرة، التفوا حولها باحثين عن "أي علامة تخُص أهاليهم".
لم يمل الأطفال سريعًا، ظلوا يفتشون بين الأحذية، فرحة انتابت أحدهم فجأة "صرخ قال لقيت شبشب أبوي"، فيما لم تتوقف حركة المكان إذ قَدم إليها عدد من أهالي القرية "فيه ناس كانت مفقودة، فبيدوروا على أي حاجة تعرفهم إنهم كانوا في المسجد ولا لا".
في تلك الأثناء التقط أحدهم صورة للأطفال. أوحى ذلك للشاب العشريني بالتقاط صورة أُخرى من أمام محله بعد مغادرة الجميع المكان، لم يعلم تحديدًا سبب ما فعله، ربما تحفظ لها ذكرى أيام صعبة مرت على قريته.