ذكرت شبكة "بي بي سي" البريطانية، اليوم الأحد، أن المسؤولين المصريين بدأوا التحقيق في مذبحة المصلين  في مسجد الروضة بسيناء، وأوضح المسؤولون أن المهاجمين كانوا يحملون علم تنظيم الدولة الإرهابي "داعش".
ووفقًا لآخر التصريحات، فأن عدد الضحايا وصل إلى 305 شهيدًا في الهجوم الذي بدأ على المسجد في أثناء صلاة الجمعة، ولم تعلن أي مجموعة مسؤليتها حتى الآن، فيما تعهد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالرد "بأقصى درجات القوة"، حتى قام الجيش المصري أمس السبت، بعمل ضربات جوية على أهداف إرهابية.
وقال النائب العام المصري إن هناك ما يصل إلى 30 مهاجمًا في مكان الحادث، ووصفت الشبكة البريطانية أن هجوم الجمعة كان الأكثر دموية على الإطلاق في البلاد بمصر.
وأفادت الأنباء أن  المسلحين أطلقوا النار على مركبات في محيط المسجد لمنعها الوصول إليه، وأطلقوا النار على سيارات الإسعاف التي تحاول مساعدة الضحايا، مما أسفر عن الكثير من الضحايا بينهم 30 طفلاً وجرح أكثر من 100 شخص.
من هم المسلحون الذين يختبأون في المناطق الصحراوية؟
أوضح تقرير "بي بي سي" أن  هؤلاء المسلحين هم الإسلاميين المتشددين الذين شنوا هجمات على سيناء بعد إسقاط الجيش المصري للرئيس السابق محمد مرسي، في اعقاب احتجاجات جماهيرية مناهضة للحكومة في يوليو عام 2013
وراح العديد من الضحايا من رجال الشرطة ومن الجنود والمدنيين خلال السنوات الأخيرة، في أثناء هجمات شنتها مجموعة تابعة لتنظيم الدولة الإرهابي على المناطق العسكرية.
ويُذكر أن قوات الأمن المصرية، تُقاتل هذه الجماعات التكفيرية منذ أكثر من عامين، وانتقامًا من تطهير المناطق الصحراوية، مازال يقوم المسلحين المنتسبين إلى تنظيم الدولة الإرهابية  بعدد من الهجمات في هذه المناطق.
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة "لوس انجلوس" الأمريكية اليوم الأحد، في تقرير لها بعنوان "يروي الناجون رعب هجوم مسجد الروضة"،  أوضحت الصحيفة في تقريرها أن المهاجمين وصلوا على متن 5 مركبات، ووصل عددهم ما بين 25 إلى 30 مسلحًا، مرتدين زي يشبه الملابس العسكرية، حاملين في إيدهم علم تنظيم الدولة الإرهابية. 
وحسب ما ذكر تقرير "لوس أنجلوس" أن المسلحين وقفوا أمام البوابة الرئيسية للمسجد، أمام 12 نافذة، وبمجرد بدء الإمام في خطبته حتى قاموا بإطلاق المتفجرات والنيران على المصلين.
وقالت  الصحيفة الأمريكية في تقريرها إن المحققين والناجيين قدموا تفاصيل جديدة عن هذه المذبحة التي وقعت على المسجد في بلدة بئر عابد في شمال سيناء، حيث ذكر أحد الناجيين أنه "مع غرق الأرض بدماء المصلين، كانت أبواب ونوافذ المسجد تنفجر بفعل طلقات الرصاص، فيما كان الإمام على المنبر يشاهد هذه اللقطات في صدمة قبل بدء الخطبة".
 وبعد الجولة الأولى من  إطلاق النار العشوائي، ذكر أحد الناجيين أن" المسلحين قاموا بإطلاق النار على كل من يبدو أن يتنفس، حتى أنهم قاموا بفحص منهجي  للضحايا للتأكد من عدم وجود أي علامة للحياة على أجسادهم".
 
وقال المحققون أن هؤلاء المسلحين ظهروا بلحى كثيفة وشعر كثيف، ومنعوا وصول السيارات إلى المسجد من خلال إشعال سبع سيارات تابعة للمصليين، فضلاً عن فتح النار على سيارات الإسعاف في أثناء تسابقهم إلى مكان الحادث.