حي الناس على الصلاة وحي نفسه إلى الشهادة ليلقى ربه بآذانه، هكذا لخص أحد أقارب علاء أحمد إسماعيل الطناني أو "رضا" كما يُلقبه أهل قريته بمدينة الحسينية بمحافظة الشرقية، حياة قريبه، الذي لم يكن يعلم أن آذانه بمسجد "الروضة" في مدينة بئر العبد سيكون الآخير قبل استشهاده وشقيقه "فتحي" في هجوم أسفر عن سقوط عشرات القتلى والمصابين. "طلقات بالرأس وفي منطقة البطن وبالقدمين تلقاها الشهيدان"؛ قال "سعيد" زوج شقيقتهما، مضيفًا أن "الحادث لم ينجو منه إلا شباب قليلون من أبناء القرية، وأنهما تركا بلدهما إلى شمال سيناء من أجل لقمة العيش". وبالحزن والسواد استقبلت قرية "جزيرة سعود" أمس نبأ استشهاد نجليها، بينما أعلنت أسرة الفقيدين دفنهما وإقامة سرادق عزاء لهما بالقرية اليوم السبت. ووقع هجوم إرهابي نفذته عناصر مسلحة على مسجد "الروضة" في منطقة بئر العبد بمدينة العريش، أثناء إقامة شعائر صلاة الجمعة ، ما أسفر عن مقتل نحو 235 شخصًا وإصابة 119 آخرين. وأجمع عدد من مصابي الحادث على أن مهاجمي المسجد كانوا من الشباب صغار السن، وأنهم كانوا يرتدون زيًا عسكريًا وفتحوا النيران على الحضور من المصلين الذي كان بينهم أطفال. وفي أعقاب الحادث، نفذت القوات الجوية عدة غارات على تجمعات للعناصر التكفيرية في وسط وشمال سيناء، تعقبًا لمنفذي الهجوم، ما أسفر عن مقتل 45 قتيلاً.