استنكرت الطرق الصوفية الحادث الإرهابى البشع الذى شهده مسجد الروضة، التابع للطريقة الجريرية الصوفية، بمركز بئر العبد، بشمال سيناء، مؤكدة أنه جزء من مخطط لاستهداف الصوفيين تزامناً مع الاحتفالات بالمولد النبوى الشريف، مشيرين إلى أن وراءه مأجورين متحالفين مع أطراف دولية للنيل من استقرار مصر.

وقال الشيخ عبدالهادى القصبى، رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، ورئيس لجنة التضامن بمجلس النواب: «هؤلاء الإرهابيون ليس لهم صلة بأى دين من الأديان، بل عبارة عن حفنة من المجرمين المأجورين المتحالفين مع أطراف دولية للنيل من استقرار مصر وإرادتها، وهذا لن يحدث». وقدم «القصبى» العزاء إلى الشعب المصرى والقيادة السياسية، داعياً المولى، عز وجل، أن يتغمدهم بواسع رحمته، وتمنى الشفاء العاجل للمصابين.

وقال الشيخ علاء أبوالعزائم، رئيس الاتحاد العالمى للطرق الصوفية: «إن هذا الهجوم حلقة من مخطط إرهابى يستهدف الطرق الصوفية فى العالم الإسلامى، استكمالاً لتفجير المساجد الصوفية، واستهداف مشايخها فى اليمن وليبيا وباكستان والصومال وسوريا والعراق»، لافتاً إلى أن «الإرهاب الغاشم قام بالهجوم على مسجد الطريقة الجريرية تزامناً مع احتفالات الطرق الصوفية بالمولد النبوى الشريف والذكرى السنوية الأولى لحادث استشهاد العارف بالله الشيخ سليمان أبوحراز، شيخ مشايخ الصوفية بشمال سيناء، الذى أعلنت التنظيمات الإرهابية قتله فى نوفمبر 2016».

ودعا رئيس الاتحاد الله، عز وجل، أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته، وأن يكتب الشفاء العاجل لكل المصابين، وتقدم بخالص العزاء للسادة الصوفية فى مصر بصفة عامة، وللسيد مسعد أبوجرير، شيخ الطريقة الجريرية، وأسر الشهداء والمصابين بصفة خاصة.وأكد «أبوالعزائم» أن هذا العمل الهمجى لا يمت إلى دين من الأديان ولا عرف من الأعراف الإنسانية، وأن منفذى تلك الأعمال الإرهابية خوارج ومفسدون فى الأرض ومستحقون لخزى الله فى الدنيا والآخرة؛ لأنها تنم عن نفوس مريضة تحجرت قلوبها فذهبت تعيث فى الأرض فساداً تقتل وتسفك الدماء البريئة دون حق. وطالب بتعقب وملاحقة كل من ساعد فى هذه العملية الغادرة، سواء بالتخطيط أو التحريض أو التمويل أو التسهيل أو المشاركة أو التأييد.

واستنكر الاتحاد صمت المجتمع الدولى تجاه ما يُرتكب بحق المساجد من جرائم تخالف الشرائع السماوية والأعراف والدساتير الدولية، وتستفز المشاعر بجميع أنحاء العالم.

وناشد رئيس الاتحاد الحكومة المصرية عدم التهاون فى التعامل مع الإرهابيين، مطالباً الشعب المصرى بالتكاتف والوقوف خلف الجيش والشرطة لوأد الإرهاب الغاشم والقضاء عليه، مؤكداً دعم «الاتحاد» الكامل للقيادة السياسية والعسكرية والأمنية والدينية فى مواجهة الإرهاب.

وأعلن رئيس الاتحاد العالمى للطرق الصوفية مساندته للجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، مطالباً دول العالم أجمع بالتكاتف والتآزر من أجل اجتثاثه من جذوره وتجفيف منابعه، محذراً فى الوقت نفسه من استغلال مسمى «الحرب ضد الإرهاب» فى تدمير وتفتيت الدول الإسلامية والعربية.

وقال د. عبدالله الناصر حلمى، الأمين العام لاتحاد الطرق الصوفية، إن الإرهاب وصل إلى استهداف المساجد وقتل المصلين أثناء صلاة الجمعة، وهو تطور خطير غير مسبوق، فلا بد من عقاب رادع لكل من تمتد يده لأبناء مصر الشرفاء، أياً كان، حتى يعلم الجميع قيمة الإنسان المصرى، كذلك لا بد من سرعة محاكمة مرتكب هذه الجريمة محاكمة عسكرية وليست مدنية، أياً كان.