أكد خبراء عسكريون، أن قول الرئيس عبدالفتاح السيسي، "أنا بطمنكم ماحدش يقدر يمس مية مصر"، رسالة للجميع أن الأزمة اقتربت من النهاية، ورسالة أكبر للدول التي تريد إضعاف مصر عن طريق مساعدة إثيوبيا في بناء السد دون النظر إلى حق مصر في المياه.
 
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي، أثناء تعليقه عن أزمة سد النهضة الإثيوبي، خلال افتتاحه أكبر مزرعة سمكية في الشرق الأوسط بمحافظة كفر الشيخ أمس السبت: "إن مياه مصر موضوع مفيش فيه كلام، وأنا بطمنكم ماحدش يقدر يمس ميّة مصر، اتكلمنا مع أشقائنا في السودان وإثيوبيا عن عدم المساس بالمياه، المياه حياة أو موت لشعبي".
 
وأكد اللواء محمد الشهاوي، مستشار كلية القادة والأركان، أن حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي عن حق مصر في مياه نهر النيل، رسالة للداخل والخارج بأنه لا أحد يستطيع المساس بحق مصر في المياه.
 
وأوضح الشهاوي، في تصريح خاص ، أن هدف رسالة الداخل، طمأنة المصريين في الحصول على الحصة كاملة دون المساس بها، وفي نفس الوقت رسالة للخارج، للدول التي تساعد إثيوبيا في خطتها لإضعاف مصر، بأنه سوف يتم اتخاذ كافة الإجراءات التي تحافظ على حق مصر. 
 
ولفت الشهاوي، أن الرئيس كان واضحًا في التعامل مع هذا الملف أمام العالم، من خلال تلك الرسالة التي أطلقها بطريقة غير مباشرة، وهي أن كل الخيارات متاحة للتعامل مع هذا الملف، بدايةً من القانون إلى الحل السياسي من خلال المنظمات الدولية والإقليمية، وصولًا للحل العسكري، وإن كان مستبعدًا، لكنه آخر الحلول -وفق قوله.
 
ويرى اللواء ناصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بالمخابرات الحربية، أنه عندما تحدث الرئيس عن أزمة سد النهضة وتبعاتها لم يقصد سوى السعي لبناء الثقة بين مصر والدول الأفريقية جميعها وفتح الباب أمام جميع الخيارات لحل الأزمة.
 
وأضاف سالم، في تصريح خاص لمصراوي، أن مصر لن تفرط في حق شعبها، خاصة أن المياه قضية أمن قومي، مشيرًا إلى أن حل الأزمة اقترب من نهايته، وحال عدم التزام إثيوبيا بحق مصر في نهر النيل، فهناك خطوات أخرى -وفق قوله. 
 
وأكد الدكتور لواء أركان حرب مصطفى كامل، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، أن حديث الرئيس كان واضحًا وحاسمًا، ويحمل إشارة صريحة وإنذارًا لإثيوبيا، بأن تتخذ موقفًا عادلًا تجاه حصة مصر من المياه، خاصة بعد تحول السودان في موقفها تجاه سد النهضة.
 
وأضاف كامل في تصريح خاص ، أن السماح بإقامة سد النهضة سيفتح الباب لإقامة سدود أخرى مما يعني الإضرار بمصالح مصر، مضيفًا أنه يجب على إثيوبيا إدراك خطورة الأمر بأنه لا تهاون في التعامل مع ذلك الملف والعودة إلى المفاوضات التي تحقق مصالح الجميع.
 
وأردف مستشار كلية القادة والأركان، أن مصر تواجه تحالفًا إقليميًا غير معلن تقوده الولايات المتحدة وتركيا وإيران وإسرائيل وإثيوبيا وقطر، لافتا إلى أن هذا التحالف يحاول التحكم في مصر عن طريق المياه، خاصة بعد فشله في تقسم الدولة من الداخل وإحداث الفوضى.
 
وتابع، أن التعامل في هذا الملف يحتاج إلى جهد كبير، خاصة أن فكرة التعامل العسكري ضمن الحلول المطروحة لإنهاء تلك الأزمة التي تشكل خطرًا على الشعب المصري، متمنيا عدم اللجوء إلى هذا الحل.