علق الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، على عدم إدراجه بقائمة المفتين التي اعتمدها الأزهر بشأن إصدار الفتاوى بوسائل الإعلام، قائلًا إنه يؤيد أن تكون الفتوى من التخصص الفقهي لنصوص شرعية محكمة.
وأضاف «كريمة»، :«نحن نقف قلبًا وقالبًا مع فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، لكن لنا كخدام للفقه الإسلامي عُتب، لأن الآلية التي اختير بها الأسماء المدرجة في قوائم المفتيين غير سلمية، كان من المفترض مشاورة عمداء ورؤساء أقسام وأساتذة الفقه العام أو المذهبي أو المقارن».
وتابع: «وجدنا بالأسماء المدرجة تخصصات غير فقهية، رغم أنه من المفترض أن تقتصر القوائم على المتخصصين في الفقه»، مستطردًا: «الثلاثة قوائم معدة من 3 مؤسسات غير دينية، كنا نريد قائمة واحدة حفاظًا على الشكل العام، فهذا ليس في صالح الشأن الإسلامي لا من قريب أو من بعيد».
وأكمل: «أنا أؤيد أن تتضمن القوائم متخصصي الفقه سواء كانوا يعملون في جامعة الأزهر أولا؛ لأن هناك زملاء في كلية دار العلوم وأقسام الشريعة في كليات الحقوق، وأسماء لها نصف قرن في إذاعة القرآن الكريم، خلت القوائم منها».
واستطرد أن المشكلة لا تكمن في العلماء أو الدعاة، إنما في بعض وسائل الإعلام، التي تنصب فخاخ وشِباك، عبر استضافة غير المؤهلين سواء كان متشددين أو ليبراليين علمانيين.
وأعرب عن استيائه من احتواء قوائم المفتيين على ما وصفهم بتلاميذ تلاميذه، مشددًا: «الإسلام ليس حقل تجارب للشباب، هذه القوائم تغاضت عن علماء أجلاء، كان لهم الأحقية في إصدار الفتاوى، وجاءت بشباب هم تلاميذ تلاميذي، فهل هؤلاء من سيطمأن الأزهر لفتواهم؟!».
وعن عدم إدراج اسمه في قوائم المفتين، قال: «من الآن فصاعدًا أي حد يسألني عن أي شيء هقوله اسأل القائمة»، مضيفًا: «هل هناك من يرضى لأحد مثلي يحمل درجة الأستاذية في الفقه المقارن أن يُستبعد ويُقصى أمام الرأي العام؟ ثم تطالبه بعد ذلك أن يخشى على الرأي العام؟َ!»، مكررًا: «واللي هيسألني على حاجة هقوله روح للقائمة، شوف أهل الثقة اللي الأزهر بيطمأن إليهم».
وتابع: «نحن لم نسعى لكتمان العلم، هم من أجبرونا على كتم العلم، وأنا لست نبيًا أو وليًا، تفتري عليا وتُقصيني، وتأتي بتلميذ تلميذي وتمنعني؟!»، وأضاف عملت كتير من أجل مصر والآن إستبعدت من قائمة المفتين.
وأكمل أن الوطن يحترم علماءه، والجهات الرقابية تحترم علمائها، مستطردًا: «شيلنا الوطن في أيام الكثيرين ما كانوا مختبئون في الذرة والقصب، سيارتي أحرقت ولم أعوض عنها حتى الآن، وأولادي تعبوا في وظائفهم من الغلو، عملتلي إيه الدولة؟».
يُذكر أن الأزهر حدد 50 من علمائه لإصدار الفتاوى بوسائل الإعلام، مؤكدًا أن هذه القوائم خاصة بالظهور الإعلامي وليس الشأن الديني.