أشاد رئيس الوزراء الإثيوبي، هيل ماريام دسالين، بدور الجالية الإثيوبية في قطر في بناء سد النهضة المُثير للجدل، الذي يُثير خلافًا واسعًا بين مصر والسودان وإثيوبيا، وسط الأزمة الخليجية المُستعرة منذ أكثر من 3 أشهر. وبحسب بيان وزارة الخارجية الإثيوبية، أقرّ رئيس الوزراء بالمساهمة التي قدّمها المغتربون لبناء سد النهضة، داعيًا إيّاهم إلى مواصلة دعم السد، وذلك خلال زيارة رسمية يُجريها هيل ماريام، على مدى يومين، في العاصمة القطرية الدوحة. وقال هيل ماريام، في مناقشة مع الجالية الإثيوبية في قطر، الثلاثاء، "على الرغم من قلة عدد الإثيوبيين في قطر بيد أنهم أسهموا إسهامًا كبيرًا في دعم بناء سد النهضة الإثيوبي العظيم"، وفق وكالة الأنباء الرسمية (إينا)، مُشيرًا إلى أن حكومته ستقدم كل الدعم اللازم للمجتمع الإثيوبي في قطر. وتزامنت زيارة المسؤول الإثيوبي للدوحة، الإثنين، مع إعلان وزير الموارد المائية والري، الدكتور محمد عبدالعاطي، تعثرًا جديدًا في مفاوضات إنشاء سد النهضة الإثيوبي. وكشفت نتائج الاجتماع الـ17 للجنة الفنية الثلاثية لسد النهضة، التى عُقِدت بالقاهرة على مدار يومين، بحضور وزراء المياه من مصر والسودان وإثيوبيا، عن "أزمة حقيقية تأجل تفجيرها طوال الأعوام الماضية"، منذ تقديم المكتب الفرنسي المنفذ للدراسات تقريره الاستهلالي فى مارس الماضي، والمتضمن مراحل تنفيذ الدراستين الفنيتين التي أوصى بها تقرير اللجنة الدولية في مايو 2013 والقواعد المرجعية لتنفيذها. ولم يتوصل وزراء الري في الدول الثلاث إلى اتفاق بشأن اعتماد التقرير الاستهلالي الخاص بالدراسات التي يجريها المكتبان الاستشاريان الفرنسيان -الذي تم الانتهاء منه في مايو الماضي- حيث رفضت السودان وإثيوبيا الموافقة على التقرير الاستهلالي الخاص بدراسات "سد النهضة"، فيما وافقت مصر على التقرير، حسبما أكد الوزير في بيان رسمي مساء الأحد. وأكد الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري أن عدم التوصل لاتفاق يثير القلق على مستقبل التعاون ومدى قدرة الدول الثلاث على التوصل للتوافق المطلوب بشأن سد النهضة، وكيفية درء الأضرار التي يمكن أن تنجم عنه بما يحفظ أمن مصر المائي. وأعلن الدكتور حسام الإمام، المتحدث الرسمي باسم وزارة المواد المائية والري، إن إثيوبيا نفّذت 60% من أعمال بناء سد النهضة، لافتًا إلى عدم تخزين أي كميات من المياه خلال هذا العام. وربطت وسائل إعلام خليجية ومصرية زيارات المسؤوليين الإثيوبيين إلى الدوحة بالتزامن مع فشل المفاوضات بين الدول الثلاث بما وصفوه "بدور قطر في أزمة مياه النيل وسد النهضة". وكشفت صحيفة "البيان" الإماراتية، في تقرير نشرته في 25 يوليو الماضي، دور الدوحة في دعم وبناء سد النهضة الإثيوبي، مؤكّدة أنها تعمل على ضرب مصالح مصر في منابع نهر النيل، ومساعدة إثيوبيا لتسريع وتيرة العمل في بناء السدّ الذي قد يؤثر في حصة مصر التاريخية من مياه نهر النيل. ووصفت الصحيفة قطر بأنها "اللاعب الخفي ومايسترو الأحداث" في خطة بناء السدّ. وقالت إن "خطتها تُدار عبر استئناف العلاقات بين الدوحة وأديس أبابا بعد قطيعة دامت 6 سنوات، وضخ استثمارات قطرية لتمويل سد النهضة، وتوقيع اتفاقيات تعاون في مجالات اقتصادية بين البلدين، وزراعة مليون و200 ألف فدان في منطقة السد بأموال قطرية، إضافة إلى ضخ 8.5 مليارات دولار استثمارات رجال أعمال قطريين، بعد أن نجحت مصر في ايقاف تمويل صيني وإيطالي للسد بالمليارات. وتقوم الدوحة بدور مكمل لدور إسرائيل في القارة السمراء، لضرب مصر واستقرارها". وأشارت الصحيفة إلى أن السد يُهدد مصر من عدة أوجه، أبرزها يتعلق بالفترة اللازمة لملء خزان السد المقدرة سعته بنحو 74 مليار متر مكعب، حتى يمكن للسد العمل بكامل طاقته. وتابعت "بافتراض كون هذه الفترة 5 سنوات مثلا، فهذا يعني استهلاك السد لـ15 مليار متر مكعب من الماء سنويا على مدار 5 سنوات تخصم من مصر والسودان بنسبة حصتيهما 3 إلى 1، ما يعني تناقص حصة مصر السنوية بحوالي 12 مليار متر مكعب على الأقل، لتصل إلى 40-43 مليار متر مكعب سنويا، وهو ما قد يمثل كارثة بالنسبة لمصر". وفي أبريل الماضي، توجه أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد، في زيارة رسمية إلى إثيوبيا، كان ظاهرها الالتقاء بالرئيس مولاتو تيشوم ورئيس الوزراء هيلي ماريام ديسالين، لمناقشة القضايا الثنائية ذات الاهتمام المشترك، وتوقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين البلدين، لكن باطنها كان "تجفيف منابع النيل عبر ضخ أموال تقدر بالمليارات لتمويل سد النهضة"، بحسب الصحيفة.