قال مصدران بجهاز الأمن الوطنى إن هناك معلومات أولية تشير إلى أن الضابط السابق عماد عبدالحميد، «الذراع اليمنى» لهشام عشماوى، وهو ضابط مفصول أسس تنظيماً إرهابياً باسم «المرابطون»، لقى مصرعه في الهجمات التي شنتها قوات الجيش والشرطة على الإرهابيين في الصحراء الغربية، خلال الأيام الماضية.

وأضافت المصادر أن الطب الشرعى حصل على عينات «DNA»، من جثث الإرهابيين، لكن النتيجة لم تظهر بعد، ولكن ضباطا بالجهاز قالوا: «يجب انتظار نتيجة التحليل قبل الجزم بهوية المتهمين حتى لو كانت المعلومات والجماعة الإرهابية تؤكد تلك المعلومة».

وتابعت المصادر أن عماد عبدالحميد كان زميلاً لهشام عشماوى، في الجيش، وتم فصلهما لاعتناقهما أفكاراً متشددة، حيث كان عبدالحميد نقيباً، وكان عبدالحميد وعشماوى، يلتقيان في منزل الأخير بالحى السابع بمدنية نصر، وانضم إليهما الضابط وليد بدر، الذي شارك في محاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية السابق في عام 2014، وكانوا يصلون معاً في مسجد صغير أسفل منزل عشماوى، واختفوا فجأة في عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، وتشير التحريات إلى أنهم سافروا إلى الخارج وتنقلوا بين عدة دول، منها سوريا وأفغانستان.

وأشارت المصادر إلى أن الضباط الثلاثة انضموا إلى تنظيم أنصار بيت المقدس في سيناء، وشاركوا في تنفيذ عدد من العمليات الإرهابية، ثم انفصل عشماوى وعبدالحميد عن التنظيم بعد 3 أشهر من مقتل «بدر»، في محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق، لوجود خلافات فكرية بينهم وبين التنظيم، حيث تسللا إلى ليبيا وانضما إلى تنظيم القاعدة وكونا مجموعات مسلحة في منطقة درنة الليبية بدعم من التنظيم الأخير، وتلقوا تكليفات بتنفيذ عمليات إرهابية في الصحراء الغربية، منها حادث الهجوم على كمين الفرافرة.

ولفتت المصادر إلى أن عشماوى أصيب في هجوم للطيران على معسكرات للمسلحين في درنة، ومنذ إصابته كان عبدالحميد يتولى قيادة تلك المجموعات المسلحة، ويشرف على عمليات التدريب وتنفيذ العمليات الإرهابية.

وقالت مصادر بالنيابة العامة إنها لم تتسلم، بعد، نتائج تحليل الـ«DNA»، للإرهابيين الذين لقوا مصرعهم في الصحراء الغربية، ولم تصل أي معلومات تفيد أن من بين القتلى الضابط المفصول عماد عبدالحميد.

ورفضت مصادر رسمية بوزارة الداخلية، التعليق على بيان، صدر الجمعة، عن جماعة تطلق على نفسها اسم «أنصار الإسلام»، ادعت فيه تبنيها لهجوم منطقة الواحات في 20 أكتوبر الماضى، والذى أسفر عن استشهاد 16 شرطياً، وإصابة 10 آخرين، فضلا عن اختطاف الرائد محمد الحايس، والذى جرى تحريره في عملية أمنية للقوات المسلحة، الثلاثاء الماضى.

وقالت المصادر – التي طلبت عدم نشر أسمائها – إن الأجهزة المعنية بالوزارة تتابع كل ما يُصدر من بيانات متعلقة بأى هجوم إرهابى، وتجرى حولها تحقيقات موسعة للوقوف على مدى صحتها، لافتةً إلى أن تلك البيانات الصادرة من حسابات مجهولة على مواقع التواصل الاجتماعى، قد تكون «مفبركة» تهدف إلى تشتيت الأجهزة القائمة على التحقيقات.

وأضافت المصادر أن هناك إجراءات متبعة في التحقيقات، للتعرف على هوية القتلى، من بينها المعاينة الظاهرية للجثة ومضاهاتها بالصور المتوفرة عن القتيل إن وجدت، وإن تعذر التعرف عليه من خلال المعاينة الظاهرة، يتم إجراء تحليل «DNA» وتقرير الطب الشرعى، بجانب التحريات، مشيرة إلى أنه حتى الآن لم تثبت التحقيقات هوية القتلى وهل من بينهم المدعو أبوحاتم عماد الدين عبدالحميد، أم لا.

ورجحت المصادر أن يكون المقصود بـ«أبوحاتم عماد الدين عبدالحميد»، عماد الدين عبدالحميد، وهو ضابط مفصول من القوات المسلحة، لاعتناقه أفكاراً تكفيرية، وهو المتهم العاشر في قضية أنصار بيت المقدس، وتم اتهامه مع الإرهابى هشام عشماوى، في ذات القضية، بتشكيل خلايا نوعية إرهابية في مدن الدلتا عام 2011، فيما يعرف بـ«خلايا الوادى»، وهى الخلايا التي كان يسعى تنظيم بيت المقدس، لتأسيسها في محافظات الدلتا للخروج من سيناء، وتم توجيه اتهامات له بقضية محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق اللواء محمد إبراهيم، في منطقة مدينة نصر في القاهرة، لافتةً إلى أن «عماد» يعتبر الرجل الثانى في تنظيم «المرابطون» الذي يقوده عشماوى، مؤكدة أنه لإثبات مقتله في مأمورية الثلاثاء الماضى، يلزم إجراء تحقيقات متبعة.

من جانبه، قال اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن التعرف على هوية جثث القتلى، يأتى بطرق عدة أهمها التصوير وعرض الصور على المصادر السرية في قطاع الأمن الوطنى للتعرف عليها ومضاهاتها بصور المطلوبين، وصحيفة الحالة الجنائية، والبصمة، والـD.N.A. وأشار نور الدين إلى أن خلية عشماوى تعمل تحت غطاء تنظيم القاعدة المتطرف، وأن عدداً كبيراً من عناصرها المتمركزة في ليبيا، تم تحديد هوياتهم، وتعمل الأجهزة الأمنية بجدية على ملاحقتهم.

وكانت جماعة مسلحة غير معروفة تدعى «أنصار الإسلام»، زعمت، أمس، مسؤوليتها عن هجوم الواحات دون أن تقدم دليلاً، على تنفيذها للهجوم، من صور أو مقاطع فيديو، زاعمة أن عملية الواحات هي الهجوم الأول لها.

وذكرت الجماعة المزعومة أن قوات الأمن مدعمة بالطيران، عاودت الهجوم على عناصر المجموعة التي شاركت في هجوم الواحات، وقتلت عددا منهم- وهو ما يتفق مع البيانات الرسمية الصادرة عن الجهات الأمنية- ناعين في بيانهم من سموه «أبوحاتم عماد الدين عبدالحميد»، قائد المجموعة، الذي لقى مصرعه الثلاثاء الماضى.