دخلت الكويتية الدكتورة إيمان طعمة الشمري موسوعة «جينيس» بعد إنشائها حملة ضد التنمر والعنصرية، يذكر أن «الشمري» شاعرة وروائية ومستشارة تقنية في الإعلام الحديث.
ومن أشهر ما كتبت في ديوانها..
اليتيمة، بِنْتُ السبعةَ عَشَر َعاماً بَهِيّةُ الجَمالِ، رشيقةُ الخَطَواتِ.
جِيدُها سبحانَ اللهِ!، ووجهُها ما شاءَ اللهُ!
جدائلُها الطويلةُ العَسليَّةُ المُوَشّاةُ بِشعَراتٍ ذَهبيةٍ تتراقصُ على جَنَباتِها، وهي تتنقَّلُ كالفراشة بَين بُيوت ِالحَيِّ تطوفُ على سُكّانِها كالنَّسْمَةِ المُداوِية، تُعزِّي هذه، وتبارِكُ لتلكَ.. وتزُور ُالمريضَ، بَلْ و تُرسِلُ كلَّ يومٍ دُوْن تذَمِّرٍ حِساءً لِلْعجوزِ الوَحيدةِ في أوَّلِ حارَتِهم لِيُقَوِّيَها في مَرَضِها.
ليلى مَضْرِبُ الأمثالِ، ومعْقِدُ الآمال لِشباب القرية.
ليلى المشلولةِ تربيةُ أخيها المكافِحِ الشّهْمِ، والبارّةُ بوالدتِها.
تُفيق كُلَّ صباحٍ، تُحَضِّرُ الإفْطارَ لِعائلَتِها بِامْتِنانٍ، ثُمّ تَدْفعُ بِكُرْسيِّ والدتِها للشُّرفةِ، فتُجلِسُها، وتَسقيها الشايَ.
لَمْ تكُن أُمُّ ليلى تتحركُ أو تتكلَّمُ، ولكنَّ ليلى كانت تَشْعُرُ بِأنَّ والدتَها تسمَعُ كلَّ شَيء، وتفْهَمُ كلَّ شيء. فكانتْ بأُسلوبِها القَصَصيِّ الطُّفولِيِّ تُمَسِّدُ قَدَمَي أمِّها، وتسرُدُ لها قِصَصَ الحارةِ.
اِمْتَهَنَ أهْلُ القَرْيةِ النَّهْرِيَّةِ صَيْدَ السَّمَكِ والزِّراعةَ.
كانَتْ قَرْيةً في مُنْتَهَى الهُدوءِ والسَّلامِ .
إلى أنْ اِنْتَشَرَتِ المَجاعاتُ في البلُدانِ المُجاورةِ، وتولَّدتْ عَصاباتٌ غَجَر يَّةٌ، تَفْرِضُ سيطرتَها على القُرَى زاحفةً بِاتِّجاهِ القَرْيةِ.
كانوا يُرْسِلون رسولاً لِكلِّ قَرْيةٍ مُطالِبين بِجِزْيَةٍ شَهْريةٍ نَظيرَ حِمايَتِهم.
رفَضَ أهْلُ قريةِ ليلى، ولَمْ يستَسْلِموا لِلتَّهْديدِ والوَعيدِ.
فقرَّرَ الغَجَرُ أنْ يُلَقِّنوا القريةَ العاصيةَ درْساً شديدَ اللهجة.