نجحت جهود الأجهزة الأمنية فى تحديد هوية منفذى حادث الواحات الإرهابى، الذى استشهد فيه 16 من رجال الشرطة، فى الوقت الذى كثفت فيه مديرية أمن الجيزة من جهودها؛ للتوصل إلى الضابط المختفى فى الحادث النقيب «محمد الحايس».
وبدأت القيادات الجديدة فى وزارة الداخلية، تَسلم عملها بعد حركة التغييرات الأخيرة، فيما اتخذ اللواء عصام سعد، مدير أمن الجيزة الجديد، قرارات فورية وعقد لقاءات «حرب»، لوضع خطط مواجهة الإرهابيين، وتنشيط العناصر المتعاونة مع الأجهزة الأمنية للحصول على معلومات تُمكن من القضاء على العناصر الإرهابية.
ووجه اللواء مجدى عبدالغفار، وزير الداخلية، بالتنسيق التام بين مديرى الأمن وقطاع الأمن الوطنى، قبل تنفيذ الحملات، مشددًا على ضرورة الانسجام بين كل قطاعات وزارة الداخلية.
منفذو الجريمة تابعون لـ«أنصار الشريعة» الليبى.. وجهود لمنع هروبهم
قال مصدر أمنى، إن قطاع الأمن الوطنى نجح فى تحديد هوية جميع العناصر الإرهابية المشاركة فى تنفيذ حادث الواحات.
وأوضح المصدر لـ«الدستور»، أن عناصر الخلية تابعون لتنظيم «أنصار الشريعة» الذى يتخذ من الأراضى الليبية مقرًا رئيسيًا له.
وأشار إلى أن أجهزة البحث والتتبع نجحت فى تحديد هوية معظم العناصر المشاركة فى الواقعة، مضيفًا: «يتم حاليًا تضييق الخناق لمنع تسللهم خارج البلاد وتحديدًا إلى ليبيا، فضلًا عن إغلاق كل الطرق والمنافذ الرابطة بين مسرح الحادث بالواحات ومحافظات الصعيد»، وتواصل أجهزة الأمن بالفيوم عملها فى تمشيط نطاق المنطقة الصحراوية الرابطة بين المحافظة والواحات، وتُمشط فرق قتالية من قوات مكافحة الإرهاب، الظهير الصحراوى، لمركزى يوسف الصديق والشواشنة وصولًا إلى منطقة وادى الحيتان، الرابط بين الفيوم والواحات.
وتواصل الطائرات إجراء مسح كامل وشامل لمناطق المدقات الصحراوية الوعرة بطول الطريق الرابط بين الفيوم وصولًا إلى محافظات الصعيد والوادى، فيما انتشرت الأكمنة والارتكازات الأمنية بطول الطريق لمنع تسلل أى عناصر إرهابية أو إجرامية لمحافظات شمال الصعيد.
من جهته، تفقد اللواء خالد شلبى، مدير أمن الفيوم، فى ساعة مبكرة من صباح أمس الإثنين، كل الأكمنة والدوريات الأمنية المعينة بطول الطريق الرابط بين مركز يوسف الصديق والواحات للاطمئنان على انتظام الخدمات وتنفيذ بنود الخطط الموضوعة بدقة.
وشدد «شلبى» خلال جولته، على ضرورة اتخاذ الحيطة والحذر وتوسيع دائرة الاشتباه بشقيه الجنائى والسياسى، وسرعة الاستجابة للبلاغات مع مراعاة حسن التعامل مع المواطنين.
مدير أمن الجيزة: زيادة ساعات التمشيط البرى والجوى بحثًا عن «الحايس»
فى سياق متصل، أشارت المصادر إلى أن وزير الداخلية اختار اللواء عصام سعد، مدير أمن الجيزة الجديد، بسبب تقارير سرية أفادت بقدرته على حل المشاكل المتعاقبة للأحداث الكبرى داخل وزارة الداخلية. وأوضحت المصادر أن وزير الداخلية، كلف «سعد» بدعم الضباط نفسيًا ورفع حالتهم المعنوية، بما يترتب عليه رفع معدلات الكفاءة والانضباط، الأمر الذى يسهم فى تسريع وتيرة البحث عن الضابط المفقود محمد الحايس. وأشارت إلى أن أول إجراء لـ«سعد» عقب وصوله لمكتبه، هو الاتصال بوالد النقيب «الحايس» وتقديم عهود واضحة بالتوصل إليه، ثم طلب إجراء تعديلات على التمشيط البرى وزيادة ساعات المسح الجوى التى تتم للبحث عن الضابط.
وأضافت: «مدير الأمن الجديد استعلم عن الحالة الصحية للعميد إبراهيم شلتوت، مفتش فرقة وسط الجيزة، الناجى الوحيد من اشتباكات الواحات والمصاب بطلق نارى فى الفخد، ورصاصتين فى الكتف، وبتر فى أصبع اليد، أثناء الاشتباك مع إرهابيى الواحات، لتحديد رأى الأطباء فى حاجته للعلاج فى الخارج أم لا».
وكشفت المصادر عن أن العميد شلتوت تمكن من النجاة، ومعه عدد من المجندين، بعد أن تبادل مع مجموعته النيران مع الإرهابيين، حتى نفاد الذخيرة، وقاد المركبة حتى وصل إلى طريق الفيوم، وتم نقله بعدها إلى مستشفى الشرطة لتلقى العلاج.
وقالت المصادر، إن «عصام سعد» اجتمع بالحكمدار ومدير المباحث، أمس الأول الأحد، لبدء تنفيذ خطة إعداد للضباط وترتيب المهام الأمنية وفقًا لمستجدات المرحلة، كما طلب البدء فى تجهيز ندوات تعارف بينه، وألفى ضابط على قوة أمن الجيزة.
وأضافت: «تم تقسيم الضباط إلى مجموعات فى توقيتات غير مُتعارضة مع أوقات العمل، وطلب مدير الأمن بيانًا عن الموقف المالى للمديرية، وحالة المركبات وتحديد أوجه القصور لوضع الحلول المناسبة».
وأشارت إلى أن «سعد» عقد عدة اجتماعات مع اللواء إبراهيم الديب، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، للوقوف على الحالة الأمنية بالقطاع، ومراجعة كل الخطط التأمينية، واستعرض مدير مباحث الجيزة، بعض الخطط التأمينية الخاصة بالمنشآت الحيوية والعامة، ودور العبادة ما بين المساجد والكنائس، والأقوال والأكمنة الأمنية الثابتة والمتحركة.
خطط لملاحقة «فلول التكفيريين» داخل دروب الصحراء
قالت مصادر أمنية، إن اللواء مجدى عبدالغفار، وزير الداخلية، أصدر توجيهات بتدخل مديرى الأمن فى مأموريات الأمن الوطنى لتجهيز المأموريات وإعداد الترتيبات اللازمة بتنسيق مسبق.
وأكدت المصادر لـ«الدستور»، أن اللواء محمود توفيق، مساعد الوزير لقطاع الأمن الوطنى، اجتمع برؤساء الأنشطة بالجهاز وراجع أهم القضايا والمعلومات الخاصة بتتبع المطلوبين من العناصر الإرهابية، ووجه بإعادة مناقشة بعض العناصر المقبوض عليهم إلى جانب تنشيط العناصر المتعاونة.
وأشارت إلى أن «توفيق» وجه بدفع العناصر المتعاونة بخطط واضحة لجمع معلومات حول العناصر الإرهابية، واتخاذ قرارات مدروسة بشأنها، وتحليلها للوصول إلى نتائج من شأنها حفظ الأمن والاستقرار.
وأكدت أنه من المقرر إجراء «اجتماع حرب» بين وزير الداخلية ومساعديه لمراجعة الخطط الأمنية ومناقشة التحديثات الجديدة، وبحث خطة «الغلق» التى تمكن من ملاحقة العناصر الإرهابية التى تحاول الهروب بالتسلل بين المحافظات أو التنقل من مكان لآخر لتنفيذ عمليات إرهابية.
وأضافت: «وضع اللواء محمود توفيق بمشاركة مديرى الأمن إجراءات تنفيذ خطة جديدة ضامنة لسرية المأموريات، بما لا يتعارض مع الاستعانة بالخدمات اللازمة وإحباط رصد (الناضورجية) التابعين للجماعة الإرهابية فى تتبع سير المأموريات».