سماسرة وشركات تسويق عقاري عن عرض عدد من المواطنين الفائزين في قرعة أراضي الإسكان، وحداتهم للبيع بهامش ربح (أوفر برايس) تراوح بين 500 ألف إلى مليون جنيه، بعد أسبوع واحد إجراء القرعة، فيما حذرت من البيع إلا عن طريق التنازل للهيئة، وهددت بسحب قطعة الأرض من المخالف. كانت هيئة المجتمعات العمرانية طرحت خلال آخر شهرين 67 ألف قطعة أرض في 19 مدينة جديدة، وما إن أعلنت وزارة الإسكان نتيجة القرعة الأحد الماضي 22 أكتوبر، حتى عرض بعض الفائزين أراضيهم للبيع بـ"أوفر" تراوح بين 500 و700 ألف جنيه، وتخطى مليون جنيه في المدن الحيوية مثل القاهرة الجديدة و6 أكتوبر. على أن يتم التنازل بموجب توكيل، ويدفع المشتري كل الأقساط المتبقية على الأرض لصالح وزارة الإسكان. "في جوله بين السماسرة، وشركات التسويق العقاري، في أهم مدينتين تم طرح أراضي بها وهي "القاهرة الجديدة – 6 أكتوبر" لمعرفة حقيقة بيع أراضي الإسكان بعد تخصيصها.

المجتمعات العمرانية تحذر: البيع لا يتم إلا عن طريق التنازل للهيئة وسنسحب الأرض من المخالف 

المواطن "السمسار"

في البداية، يقول عبدالله المنشاوي، سمسار عقارات، بمدينة القاهرة الجديدة: 3 أشخاص تواصلوا معي لبيع الأراضي التي فازوا بها بمنطقة محور محمد بن زايد، والتي تم إجراء القرعة لها يوم الاثنين الماضي. وأضاف: أحد الحاجزين قرر أن يبيع قطعة الأرض الخاصة به بأوفر وصل إلى 1.3 مليون جنيه، خاصة وأن منطقة محور محمد بن زايد من أهم أراضي الإسكان الأكثر تميزًا بالمدينة والتي تجد إقبالا كبير من المشترين، وصغار المستثمرين. في هذه الحالة فإن الحاجز الأساسي لن يدفع سوى 350 ألف جنيه قيمة مقدم الحجز، لكن المشترى الجديد سوف يستكمل باقي الأقساط لهيئة المجتمعات العمرانية، وباقي المصاريف الإدارية، كما أنه لابد أن ينتهي من تنفيذ أعمال البناء خلال 3 سنوات. وأكد "المنشاوي" أن شراء أراضي الفائزين مستمر منذ إجراء القرعة العلنية وإعلان أسماء الفائزين، لافتًا إلى أن السماسرة يتواصلون مع الفائزين في محاولة منهم لإقناعهم ببيع أراضيهم مع الحصول على "أوفر" مناسب يضمن لهم تحقيق أرباح من وراء عملية التنازل. تحايل على القانون الوضع في مدينة 6 أكتوبر لم يختلف كثيرا عن القاهرة الجديدة، فهي من أكثر المدن الجديدة التي تشهد إقبالا كبيرا من المواطنين والمستثمرين أيضًا لشراء وحدات سكنية أو أراضي سكنية واستثمارية. يقول "س. م" صاحب شركة تسويق عقاري: وضع المدينة المميز ساهم في كثرة الطلب على شراء الوحدات السكنية والأرضي بها، والأوفر الذي يدفع لـ قطعة أرض مساحتها 700 متر يصل إلى 500 ألف جنيه كحد أدنى. وأضاف صاحب شركة التسويق العقاري، أن وزارة الإسكان وضعت مجموعة من الآليات لضمان عدم بيع أراضي الإسكان، والمتاجرة بها، لكن يوجد طرق للتحايل على هذه القواعد عن طريق عمل توكيل رسمي للمشتري، فيستطيع من هذا التوكيل دفع الأقساط بشكل طبيعي والتعامل على الأرض وبالبناء عليها. وأشار إلى أنه بموجب التوكيل بين الفائز بقرعة الإسكان والمشترى الجديد، يمكنه من التصرف في قطعة الأرض بعد اكتمال عمليات البناء بالكامل وفقا لما جاء في كراسة الشروط. وأوضح أن سعر متر الأرض الذي حددته وزارة الإسكان بـ 700 جنيه وحتى 1100 جنيه وصل الآن إلى 1800 جنيه في بعض المناطق. الإسكان تحذر من جانبه، قال المهندس علاء عبد العزيز، مساعد نائب وزير الإسكان لهيئة المجتمعات العمرانية، إن وزارة الإسكان تطرح الأراضي السكنية للمواطنين بسعر مقارب لأسعار السوق. وأضاف لمصراوي، أن هيئة المجتمعات العمرانية تحذر من بيع الحاجزين للأراضي بعد الفوز بها إلا عن طريق التنازل للهيئة، لافتًا إلى أنه حال الكشف عن بيع أي قطعة أرض خارج إطار الهيئة يتم سح قطعة الأرض من الحاجز، واسترداد المبالغ المالية التي دفعها. وأوضح مساعد نائب وزير الإسكان لهيئة المجتمعات العمرانية، أن الهيئة تعمل على توفير أراضي صالحة للبناء، ولكل الشرائح من المواطنين، حتى لا يقع المواطن فريسة للقطاع الخاص، مشيرًا إلى أن أجهزة المدن تراقب بشدة قطع الراضي التي يتم تسليمها للمواطنين.