في خضم تضارب الأحداث والأرقام حول حادث الواحات الإرهابي، تلقيت مكالمة من الصديق الإعلامي أحمد موسى في حوالي الساعة الثانية والنصف عصر أمس السبت، يبلغني فيها بأنه سيظهر على الهواء في تمام الساعة الثالثة عصرا على قناة "صدى البلد"، وأبلغني خلالها بأنه سيفعل ذلك حتى يقطع الطريق أمام القنوات الإخوانية التي تبث من تركيا وقطر وتعمل جهارا نهارا ضد الدولة، وحتى لا تكون مصدر المعلومات المضللة في واقعة الواحات، وقال لي جملته الشهيرة التي يبدأ ويغلق بها حديثه دائمًا : "لازم نكون دائما مع الجيش والشرطة".
عقب خروج موسى على الهواء وإذاعته المقطع الصوتي حول أحداث الواحات -بالتأكيد به خطأ، ولكن هناك سلامة في النية والمقصد - ورغم تأكيده قبل الإذاعة بأن التسجيل ربما يكون مفبركاً إلا أنني فوجئت بحملة ضروس ضد الإعلامي أحمد موسى، ونسى الجميع حادث الواحات والشهداء ونهشوا في موسى، وكانت البداية للآسف من جانب زملاء إعلاميين أعرف جيدا ما كان يفعله موسى معهم في أوقات الشدة، ولكن إن دل على ذلك فإنما يدل على شعبية جارفة لأحمد موسى، خاصة وأننا في مهنة الإعلام هناك زملاء يخطئون يوميا أخطاءً فادحة ولا تحدث هذه الضجة.
قد تختلف أو تتفق مع أحمد موسى في بعض الأمور، وهذا أمر طبيعي لكن الثابت ولا مجال للنقاش فيه بأن أحمد موسى صحفي وإعلامي غير متلون ووطني ومواقفه واضحة ولا نقاش فيها، ويساند الدولة ويعمل بجد واجتهاد في كل جولاته الداخلية والخارجية ومعظم أحاديثه الجانبية بيننا شغله الشاغل هو مساندة الدولة والرئيس السيسي الذي ضحى بحياته وجزء من شعبيته من أجل مصلحة مصر.
ما فعله أحمد موسى يستوجب الاعتذار عن خطأ غير المقصود، ولكن ما يحدث من جانب إعلاميين آخرين على شاشات القنوات الأخرى، والانتهاكات الصارخة لجميع مواثيق الشرف الإعلامي، هو الأمر الذي يستوجب المساءلة والمحاسبة.
أخيرًا لابد من القول إن نقص المعلومات في واقعة الواحات، وغيرها يفتح دائما الباب أمام الشائعات، وبث الأخبار المفبركة والمضللة التي تؤثر دائما وتمنح فرصة للإرهابيين في السيطرة على السوشيال ميديا، وتوجيه الرأي العام ناحية اتجاه معين بمعلومات خاطئة، وبالتالي نصبح أمام مناخ يروج لمزاعم الإرهابيين، وهذا ما يريدونه تحديدًا خاصة وأن مصر فى حرب طويلة مع الإرهاب، وعلى الجميع الوقوف بجوار الدولة والجيش والشرطة حتى ننتصر على الإرهاب.
رحم الله شهداء الوطن من أبطال القوات المسلحة والشرطة.