مات المطرب محمد فوزي بعد فترة طويلة من مرضه المضني في يوم 20 أكتوبر عام 1966، وأسدل الستار على الفصل الأول من حياة الفنان المكافح الذي تصور الناس يومًا أنه من أصحاب الملايين، أسدل الستار ليرتفع عن فصل ثان ما كان أحد يتوقعه، فقد اختلف الورثة منذ اليوم الأول الذي وسد فيه جثة فوزي التراب.
وبعد مرور 40 يومًا على وفاة المطرب محمد فوزي، احتفل أهل بيته بالذكرى الأربعين كلٌ على حدا، حيث لاحظ الناس إقامة احتفالين بذكرى الأربعين، احتفال أقامته أسرة محمد فوزي بزعامة هدى السلطان أخته الصغرى، واحتفال آخر أقامته زوجته كريمة، وكثرت التخمينات والأحاديث حينها حول أسباب هذا الانقسام، وفقًا لما نشر في مجلة "الكواكب" في عام 1966.
وكان هذا بسبب خلافات وقعت منذ اليوم الأول لوفاة محمد فوزي، فبعد أن هدأت النفوس قليلًا من لوعة الحزن على وفاة الفنان، بدأ الورثة يتناقشون حول تقسيم الورث التي تركه فوزي، وكانت تركته عبارة عن شقة فاخرة في برج جاردان سيتي وأخرى في المعمورة في الإسكندرية، وشقة ثالثة في عمارة الإيموبيليا، وكانت تحتوي على بعض المكاتب والكراسي، ودولاب ملابس يحتوي على مائتي بدلة منها حوالي 150 بدلة جديدة لم يلبسها الفقيد بسبب مرضه.
وكأن محمد فوزي يحس قبل وفاته بأن أكبر مأساة سيخلفها وراءه هي أولاده، وكان يتمنى أن يطول به الأجل حتى يتموا تعليمهم، وفي إحدى المرات التي اشتدت فيها أزمته التفت إلى شقيقته هدى سلطان وقال لها أنه يعتمد عليها في أن ترعى أولاده من بعده حتى يكملوا دراساتهم ويومها لم تتمالك هدى سلطان نفسها وبكت، وبعد وفاته وجدوا مبلغ مالي قدر بحوالي ألفي جنيه وكان قد أوصى أن هذا المبلغ يخصص لتعليم أولاده بعد وفاته. 
وانقسم الورثة إلى شقين بعد وفاته، الأول وهو زوجته كريمة التي وقف اشقائها وأقاربها يطالبون بنصيبها في كل "قشة" تركها محمد فوزي، والثاني أولاد محمد فوزي من زوجته الأولى التي تزوجها وهو يخطو أولى خطواته نحو الشهرة، وأنجب منها 3 أولاد، اثنان منهم طالبان بكلية الهندسة والثالث كان ما زال في الدراسة الثانوية، أما الرابع عمرو فقد رزق به من زوجته السابقة "مديحة يسري".
واشتدت الخلافات بين الورثة قبل مرور أربعين يومًا على وفاة محمد فوزي حيث طلبت زوجته كريمة من المحامي محمود لطفي أن يرفع دعوى لنقل ملكيتها لأثاث الشقة باعتبار أثاث بيت الزوجية يصبح للزوجة بعد وفاة الزوج، واتفقا على إدخال أثاث الشقة ضمن عناصر التركة التي يتقاسمها الورثة فضلًا عن أن الفقيد قد خفف من حدة الوضع حين كتب هذه الشقة باسمها خاصة أنه لم يدفع لها مهرًا عند زواجها.
وتدخل فريد شوقي باعتباره زوج هدى سلطان شقيقة محمد فوزي، واستطاع أن يقرب وجهات النظر واتفق الرأي بعد تدخله أن تترك الشقة التي تقيم فيها زوجته كريمة في برج جاردن سيتي لها وحدها بكل محتوياتها من أثاث فاخر وتحف وغير ذلك، وكان فوزي قد كتب هذه الشقة باسمها عام 1964 كمؤخر صداق لها وكأنه كان يتوقع ما سيحدث بعد وفاته من خلافات.