في أحد الشوارع الجانبية من شارع الهرم بالجيزة، عاشت سندريلا الشاشة العربية سعاد حسني، بين جدران شهدت ضحكات السندريلا، بمرحها وسعادتها، لتكون فيلا سعاد حسني احدى المحطات الهامة في حياتها، والتي ينعطف المارة بالشارع للمرور من أمامها، فبعد رحيل الجسد تبقى روح السندريلا حاضرة في أذهان الجميع.
وفي سرية تامة وبعد ما يزيد عن 40 عاما قرر المخرج علي بدرخان أن يتخلي عن ذكرياته و عن المكان الذي عاش بداخله مع السندريلا الراحلة سعاد حسني لمدة تجاوزت العشرة أعوام بعد أن ارتبطا بقصة حب قوية منذ فيلم نادية الذي شهد أول ملامح الحب بينهما وباع فيلته مقابل مليون ونصف المليون جنيه علي أن ينتقل لاحد الأحياء الراقية بالقاهرة الجديدة.
وتخلي بدرخان عن المكان الذي شهد ضحكات السندريلا وآلامها وحزنها وباع فيلا بدرخان الموجودة بشارع الهرم والذي يعتبرها البعض مزارا سياحيا ليمر من أمامها ليري الفيلا التي عاشت فيها السندريلا .
ومع مرور الأيام انتقلت ملكية الفيلا من شخص لاخر، إلى أن وصلت أخيرا إلى أحد المقاولين، ليصل الحال بالفيلا متروكة ومهجورة، فبعدما كانت الجدران محاطة بالضحكات والمرح، أصبحت الان محاطة بالقمامة، لتتحول الفيلا إلى مكان مهجور أشبه بمقلب القمامه.
جدران محطمة، نوافذ مهشمة، أرضية مغطاة بالقمامة، حديقة تحولت إلى مستنقع مياه مجارٍ، مدخل مغطى بأكوام القمامة، هذا ما آلت إليه فيلا سعاد حسني، فبعدما شهدت جدران تلك الفيلا على واحدة من اهم قصص الحب في الوسط الفني وهي قصة حب سعاد حسني وعلي بدرخان، أصبحت الان في حالة يرثى لها، وبدلا من تحويل الفيلا لمتحف يضم مقتنيات ومعرضا يزخر بكنوز السندريلا الراحلة التي أثرت الحياة الفنية في مصر، تعالت الأصوات بهدم الفيلا وبناء مبني سكني بدلا منها.
وأبدى سكان الشارع والمارة استياءهم من الحالة التي وصلت إليها الفيلا التاريخية.
من جانبه قال " الحاج محمد" أحد سكان الشارع القدامى إن الفيلا تركت مهجورة لسنوات و انتقلت ملكيتها للعديد من الناس ولم يهتم احد بها وظلت مهجورة لوقت طويل.
وتعجب حسن أحمد من إهمال الدولة متمثلة في وزارة الثقافة، تجاه فيلا السندريلا، ومن حالة الانكار و اللامبالاة من القيمة الأثرية لهذا المكان وأحقية تحويله إلى متحف للراحلة الكبيرة العبقرية سعاد حسني التي لطالما رسمت الابتسامه على وجوه الناس ورحلت في حادث أليم، مشيرا الى ضرورة تكريم الراحلة ولو بشئ بسيط وجعل الفيلا معرضا لها.