قالت صحيفة «يو إس إيه توداي» الأمريكية، إنه على الرغم من التقديرات العلمية التي تفيد بأن سد النهضة الإثيوبي قد يؤدي إلى انخفاض منسوب مياه نهر النيل بنسبة 25%، حسب ما ذكرت دورية المجتمع الجيولوجي الأمريكي، «جي إس إيه توداي»، فإنه حتى بدون وجود السد، فإن مصر مهددة بـ «ندرة مائية بحلول 2025»، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

وأوضحت الصحيفة أن الزيادة السكانية التي جعلت تعداد مصر يزيد 3 أمثاله خلال العقود الخمسة الماضية ووصوله إلى نحو 97 مليون نسمة، أدى إلى تراجع نصيب الفرد من المياه، وبات نصيب المواطن المصري من مياه النهر أقل 15 مرة من نصيب المواطن الأمريكي.

وتابعت الصحيفة أن الضغوط التي تفرضها زيادة السكان المستمرة في مصر تؤدي إلى خسارة 30 ألف فدان من الرقعة الزراعية سنويًا، نتيجة البناء غير المشروع على الأراضي الزراعية، التي يقع معظمها على طول النهر، وقالت الصحيفة إن هذا هو ما دفع الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الدفع باتجاه تشييد مدن جديدة في المناطق الصحراوية الشاسعة غير المأهولة بالسكان، ومن بينها العاصمة الإدارية الجديدة التي تبلغ تكلفتها 45 مليار دولار، مشيره إلى أنه وجه في مايو الماضي بإزالة 50 ألف منزل، تم بناؤها بشكل غير قانوني في جزيرة الوراق.

وقالت الصحيفة إن الزحف العمراني وتغير الممارسات الزراعية، الذي يرجع جزئياً إلى سد أسوان الذي يسمح بالري طوال العام، تسبب في مشكلات في المياه الجوفية الموجودة على طول النهر.

وأشارت إلى أن السيسي أطلق حملة دبلوماسية هدفها الضغط على إثيوبيا من أجل إبطاء الجدول الزمني لملء الخزان، وقام بزيارة دول حوض النيل (السودان، رواندا، تنزانيا، وإثيوبيا)، خلال العام الجاري، وأضافت أن السلطات المصرية تسعى جاهدة لحماية النيل من مياه الصرف القادمة من المناطق الحضرية، والمخلفات الصناعية، مشيرة إلى تصريح سابق للسيسي قال فيه إن مياه الصرف تذهب إلى مياه النيل التي نشربها، ونقلت الصحيفة عن أحمد سيف النصر، الخبير الجيولوجي بجامعة أسيوط، قوله: «كنت أشرب مباشرة من مياه النيل، ولكني الآن لا يمكنني أن أنصح تلاميذي بأن يفعلوا ذلك».

وأضافت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية تعمل على معالجة تلك المشكلة في المواقع التاريخية التي تجذب السياح، نظراً لأن السياحة تشكل 13% من عوائد الاقتصاد المصري، وأن الوكالة الأمريكية تنفق 14.8 مليون دولار على مشروعات ضخ وتخزين المياه في 6 مناطق تراثية مهمة تشمل الأقصر والجيزة، وقالت إن هدف تلك المشروعات هو الحيلولة دون أن تضرّ ملوحة المياه الجوفية بالآثار.