كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية دهشتها من إقامة صلاة الغائب على المرشد السابق للإخوان المسلمين مهدي عاكف في إسرائيل.

وسمحت السلطات المصرية بعدد قليل من أبناء عائلة عاكف الذي وافته المنية الجمعة الماضية بالمشاركة في مراسم دفنه، كما حظرت إقامة صلاة الغائب على روحه بالمساجد المصرية.

وقالت "يديعوت" توفى الأسبوع الماضي في مصر مهدي عاكف، الزعيم السابق لجماعة "الإخوان المسلمين"، وأقام العشرات صلاة الغائب عليه في مسجد بأم الفحم وباستثناء تركيا وغزة، فإن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي أقيمت فيها صلاة الغائب بشكل علني على روحه عاكف.

وأشارت الصحيفة إلى أن "أم الفحم" هي المدينة التي خرج منها الفلسطينيون الثلاثة الذي قتلوا شرطيين إسرائيليين وأصابوا ثالثا داخل المسجد الأقصى في 14 يوليو الماضي، قبل أن يلقوا حتفهم برصاص إسرائيلي.

وقالت "يديعوت" إن الدكتور مشهور فواز رئيس المجلس الإسلامي للافتاء في الداخل الفلسطيني، أم المصليين داخل مسجد المدينة.

وقال فواز "فقدت الأمة الإسلامية داعية من أكابر دعاتها الذّين وقفوا أمام الطغاة وأبوا أن يكونوا أداة ظلم بيد السّلطان بل وآثر أن يعيش وراء القضبان مقابل ألاّ يتنازل أو يفرّط بشيء من الثوابت الشّرعية أو السّياسية ليلقى الله تعالى حراً قد أفنى حياته في مقارعة الباطل".

وحول اتهامه وأهالي المدينة من قبل وسائل إعلام إسرائيلية بالانتماء لجماعة الإخوان المسلمين قال مشهور في تصريح لـ"يديعوت" أديت الصلاة الغائب من منطلق ديني كون الرجل عاكف رجل دين وله علاقة بالدعوة الإسلامية، وليس بسبب حقيقة انتمائه للإخوان المسلمين.

وتابع "قرارنا كرجال فتوى أنه يجوز إقامة صلاة الغائب على كل مسلم، من أي تيار كان. يؤسفني أن الموضوع أصبح سياسيا وارتبطت الصلاة بالإخوان المسلمين. يدور الحديث عن تحريض ضدنا".

وقالت الصحيفة الإسرائيلية في معظم الدول العربية حُظرت صلاة الغائب على روح عاكف، وإذا ما أقيمت فإنها كانت ضعيفة خوفا من ردود أفعال قاسية من قبل السلطات. حتى في مصر أُجبرت أسرة عاكف على دفنه في مراسم مقلصة وتحت جنح الظلام لمنع الإخوان المسلمين من استغلال الحدث واستعراض قوتهم.

كان ما يسمى بمنسق العمليات الإسرائيلية بالأراضي الفلسطينية اللواء "يوآف مردخاي" قد هاجم حركة حماس السبت لتأبينها عاكف بقطاع غزة وقال "يبدو أن بإمكان حماس حذف الأعلام والكلمات الفارغة من شعارها والإبقاء على رمزها الحقيقي سيفي الإخوان المسلمين زعيمتهم الحقيقية".

وأشارت "يديعوت" إلى أن "اللواء مردخاي كتب هذه الكلمات قبل أن يعرف أن إسرائيل أيضا انضمت لقائمة الأماكن التي شهدت تكريما دينيا لروح عاكف".

وقال أحد المشاركين في الصلاة من أم الفحم لمراسل الصحيفة الإسرائيلية "لا يهم إن كانوا يهاجموننا بسبب الصلاة على روح المرشد السابق للإخوان المسلمين.

فهو يستحق أكثر من ذلك، لا أكترث بكل هذه المعارضة، المهم أن نفعل ما نحن مقتنعون به. دائما ما يحاولون إظهار الإخوان المسلمين كإرهابيين، لكن الحقيقة أنهم يريدون حيادة جيدة وآمنة".

مشاركون آخرون في الصلاة قالوا لـ"يديعوت" إن الصلاة على روحه عاكف هي كل ما يمكننا القيام به، رجل كهذا قدم الكثير، لن ننساه أبدا.

وتوفى المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين بمصر، محمد مهدي عاكف، مساء الجمعة، عن عمر ناهز 89 عامًا، في مشفى القصر العيني وسط القاهرة، نُقل إليه إثر تدهور حالته الصحية بالسجن.