فى إطار المحافظة على الهوية العربية الأصيلة، تشارك جمهورية مصر العربية فى فعاليات وبرامج النسخة السابعة عشر من ملتقى الشارقة الدولى للراوى، الذى ينظمه معهد الشارقة للتراث، وينطلق فى الخامس والعشرين من سبتمبر الحالى حتى السابع والعشرين منه، تحت شعار "السير والملاحم"، حيث تمتلك مصر العديد من المفردات العظيمة فى الثقافة، والفنون، والتاريخ، والأدب تشهد له الموروثات الشعبية، والكنوز الحضارية فى عالم السيّر والملاحم.

   

وقال الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس اللجنة العليا لملتقى الشارقة الدولى للراوى، فى بيان صحفى: تمتلك دولة مصر الشقيقة تراث غنى يستحق التقدير، كما أن رصيدها فيه كبير جداً ومتميز، ويستحق الإطلاع والتعريف به، ولدى القائمين على التراث المصرى والمشتغلين فيه خبرات طويلة، بالإضافة إلى برامج وأنشطة وخطط مهمة فى حفظ التراث وصونه، كما أن التراث المِصرى هو حصيلة إسهام حضارى فذ، وتاريخ ممتد، والذى ينبع من خلال كل أشكال الفنون التراثية التى تمتكلها، ومن خلال أقاليمها المختلفة، والملاحم، والحكاية الشعبية، والرواية، حيث يمتلك الحكواتى المصرى خبرة عريقة تستند إلى تاريخ حافل وعريق مليء بالقصص والحكايات والسير الشعبية المميزة.

 

وتتميز جمهورية مصر بتراثها الذى يرجع جذوره إلى بدايات التاريخ وما قبله، حيث تركز مشاركتها هذه السنة فى ملتقى الراوى، على عرض العديد من السّير والملاحم الشعبية مثل سيرة عنترة بن شداد، والتى تعد من أكبر الملاحم القصصية التى نسجها الروائى والخيال الشعبى، بالإضافة إلى السيرة الهلالية، التى شكلت جزءًا كبيرًا من الذاكرة الشعبية، بما حملته من صفات بطولية، مثل الشجاعة والكرم والأخلاق الحميدة، وزخرت به من أحداث وصفات العرب الأصيلة التى تحلّى بها أبطال تلك القصص، وغيرها من السّير والملاحم.

 

ويشير المسلم إلى أهمية هذه الفعالية التراثية العالمية، كونها تؤكد ضرورة حفظ التراث وتبادل المعارف والخبرات والتجارب وتفاعلها معاً من أجل الاستمرار فى صونه وحمايته ونقله للأجيال، بصفته مكونا حضاريا كبيرا وأحد عناوين الهوية والخصوصية لكل شعب وبلد وأمة، بالإضافة إلى أن من شأنها دعم المهتمين بالتراث، وتدفعهم إلى بذل جهد أكبر فى الحفاظ على الموروث الشعبى والذاكرة الشعبية والعادات والتقاليد، وهو ما يشكل قاعدةً للانطلاق بقوة والعيش كما الأجداد بثقافتهم وتراثهم؛ فمن ليس له ماضٍ ليس له حاضر.

 

وأكد المسلم أن دعم الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، للرواة على الدوام هو دعم كبير وغير متناه، على مختلف الأصعدة، كما أن ملتقى الشارقة الدولى للراوى يأتى دائما ليؤكد مكانة الشارقة الثقافية، ودورها الرائد فى الثقافة العربية والعالمية، فهى بيت المثقفين العرب وحاضنة التراث العربى التى لم تتخل عنه يوماً، فبعد أن كان هذا الملتقى إماراتيا خليجيا، أصبح عربيا ثم دوليا، يستضيف الرواة والحكواتيين من مختلف دول العالم، أما الراوى هنا لم يعد محلياً مغموراً، بل أصبح راوى وإخبارى دولى يجوب العالم ليحكى حكاياته ويبث رواياته.

 

ويحفل برنامج الملتقى هذه السنة بفعاليات وأنشطة متنوعة وجاذبة تعكس ثقافات وحكايات من مختلف شعوب العالم، لتتفاعل مع الرواية الإماراتية والخليجية والعربية، حيث يشكل محطة وعنواناً عريضاً لتفاعل الرواة والحكواتية وتبادل الخبرات والتجارب والمعارف فيما بينهم، الأمر الذى يثرى الراوى ويقدم له خبرة وتجربة ومعرفة جديدة تسهم فى الارتقاء بمستواه، وتحقق له نقلات نوعية فى عالم الحكايات.