هاجمت قناة "الجزيرة" القطرية، اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس المبدئي الذي تم التوافق عليه في القاهرة، وأفردت مساحات واسعة للتشكيك بدور مصر، من خلال إعادة تفعيل الجهود المبذولة في مجال إنهاء الانقسام الفلسطيني.

ورأى موقع إمارات 24، أن موقف القناة يعبر عن انزعاجها من استغناء حركتي فتح وحماس عن الدور القطري في ملف المصالحة والعودة للرعاية المصرية لهذا الملف الذي احتضنته منذ عشر سنوات، بررت القناة القطرية قبول حماس بما يعرض عليها خلال اللقاءات مع المسئولين المصريين في القاهرة، بأنه نتيجة الضغوط التي مارستها السلطة الفلسطينية على قطاع غزة.

وكالت القناة القطرية في تقاريرها التي بثتها، منذ إعلان حماس حل اللجنة الإدارية في قطاع غزة، الاتهامات للسلطة الفلسطينية ومصر والإمارات والنائب في المجلس التشريعي عن حركة فتح محمد دحلان، بالمشاركة في حصار قطاع غزة، متناسية الأدوار السياسية والإنسانية التي لعبتها هذه الأطراف في دعم القضية الفلسطينية ومحاولة تخفيف الحصار عن القطاع.

وبينما اتهمت القناة القطرية السلطة الفلسطينية بخنق القطاع، وتأجيج أزمة الكهرباء التي تعصف بحياة المواطنين الفلسطينيين، وقطع الرواتب عن الموظفين الفلسطينيين في القطاع، اتهمت مصر بمحاولة مساعدة إسرائيل في البحث عن بدائل للرئيس الفلسطيني محمود عباس، في تجاهل واضح لحرص وتأكيد مصر على تعاملها الدائم مع الرئيس الفلسطيني كممثل شرعي للشعب الفلسطيني، وتمرير كل ما يخص القضية الفلسطينية من خلاله.

ولم تكتف قناة النظام القطري بهذا الحد، بل اتهمت النائب في المجلس التشريعي عن حركة فتح محمد دحلان، وعبر استغلال الثقل الإماراتي في المنطقة، بمحاولة ابتزاز حركة حماس من خلال التحكم في عمل معبر رفح، وتقديم الأموال لعدد من المشاريع في قطاع غزة، دون أن تذكر الدور الإماراتي في تقديم مساعدات مالية لعشرات الآلاف من المتعطلين عن العمل في غزة، وتمويل الإمارات لصندوق المصالحة المجتمعية الذي يهدف لدفع تعويضات لعائلات ضحايا الاقتتال الداخلي بين حركتي فتح وحماس، وصولًا لاستعداد دولة الإمارات العربية المتحدة لتمويل بناء محطة كهرباء حديثة تنهي هذه الأزمة في القطاع.

وسعت القناة القطرية لتمرير مصطلح "اتفاق المضطرين" على اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس، للتشكيك في مدى نوايا طرفي الانقسام في تحقيق مصالحة حقيقية، وهو ما يدحضه حرص الحركتين الفلسطينيتين على إنجاز اتفاق حقيقي للمصالحة ينهي عقدًا من الزمان قضاه الفلسطينيون في انقسام دمر الحياة السياسية والاقتصادية لهم.