صدرت مذكرات عمرو موسى، الأمين العام للجامعة العربية السابق، تحدث خلالها عن رؤساء مصر.
وجاءت مذكرات "موسى" على ثلاثة أجزاء منفصلة، صدر منها الجزء الأول، ويسرد فيه نشأته ثم تقلّده منصب وزير الخارجية لينتهي بخروجه من الوزارة، ويتعامل الجزء الثاني من المذكرات مع السنوات العشر التي قضاها على رأس الجامعة العربية، فيما يتناول الجزء الثالث ما بعد ذلك، أي المرحلة الممتدة من 25 يناير 2011 إلى إقرار الدستور عام 2014 وتولي الرئيس عبد الفتاح السيسي حكم مصر.
"عبد الناصر" و"السادات" كانا "دكتاتوريين"
يرى موسى أن الرئيسين المصريين جمال عبد الناصر وأنور السادات كانا دكتاتوريين لا يأبهان بالرأي الآخر.
ويقول في مذكراته: "كان من مقتضى هزيمة 1967 أن عدداً كبيراً من الشباب، وأنا منهم، راح يتساءل من هول الصدمة: هل كنت مخطئاً فى هذا التأييد العارم للنظام؟ هل اهتمام عبدالناصر بوضعه الخارجى على حساب الأوضاع الداخلية والبنية التحتية بمعناها المادي ومعناها المرتبط بالإنسان هو الذي قادنا إلى هذه الهزيمة؟ هل اعتبر الرئيس أنه أكبر من مصر؟ كان رأيي أن عبد الناصر مسؤول كلية عما حدث. لقد كان 5 يونيو بداية طريق طويل انتهى بثورة 25 يناير 2011، ولا يقدح فى ذلك دور الرئيس السادات ونجاحه فى حرب أكتوبر، لأن ذلك لم يقترن بإصلاح واعٍ وشامل لأمور مصر".
عمرو موسى: "السادات" كان يرى نفسه أكبر من الدبلوماسية
وتحدث عمرو موسى عن الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وكيف كان ينظر إلى الدبلوماسية المصرية، قائلًا: السادات كان يعتبر نفسه أكبر من الدبلوماسية المصرية كلها، ومن المواقف التى تدل على ذلك ما رواه لى بطرس غالى عندما ذهب إليه فى استراحة الرئاسة على شط قناة السويس فى الإسماعيلية بعد أن نجحنا فى دحر محاولات "جبهة الرفض" من طردنا من حركة عدم الانحياز، أو تعليق عضوية مصر فيها.
وأضاف "موسى" في مذكراته، قالى لى بطرس غالى: لقد ذهبت للرئيس السادات فى استراحته بالإسماعيلية والسفن تمر من أمامه فى القناة. كان يجلس على كرسى مثل كراسى "البلاجات"، وهو ممسك بغليونه الشهير. شرحت له كيف تصدينا لجبهة الرفض فى كوبا وأنا فخور بما حققناه، وما كان منه إلا أن أمسك بحفنة من التراب وقال لى: "عارف يا بطرس كل الكلام اللى أنت قلته ده واللى قالوه ضدنا فى كوبا ميساويش حفنة التراب المصرى دى"، وهو ما معناه: أن ما قمتم به أمر جيد، ولكن الأهم هو التراب الذى حررته بالحرب والسلام.
مبارك في نظره رجل وطني
في فصل مُعنون بـ"حسني مبارك"، يحكي "موسى"عن "الرجل المنوفي"، يُحلل شخصيته، ويكشف تفاصيل لقاءاته واجتماعاته معه.
يرى عمرو موسى "مبارك" في نظره رجل وطني، ومنوفي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، متواضع في طموحاته، غير مستعد للدخول في مغامرة عسكرية مع إسرائيل بخلاف الرئيس جمال عبدالناصر، ولم يكن مستعداً للمزايدة على العرب، خاصة المملكة العربية السعودية، ومنذ أيامه الأولى في الحكم وهو يجنح للسلم.