لاشك أن الأسطول البحري المصري يتمتع بقوة كبيرة ، ولكن من أبرز أسلحة هذا الأسطول حاملة الطائرات الفرنسية، التي أطلق عليها اسم جمال عبد الناصر وأنور السادات.
حصلت مصر على ميسترال من فرنسا، بعد أن أخلت فرنسا بالعقد مع روسيا الذي وقعتاه في وقت سابق، لبناء سفينتي ميسترال، لكن بسبب الأزمة الأوكرانية لم تسلمهما فرنسا، فحصلت عليهما مصر، ولكن دون التكنولوجيا الخاصة بسفن ميسترال ومعدات التسليح الخاصة بها والتي صنّعتها روسيا حتى لاتكون ميسترال سفينة بحرية كغيرها من السفن غير قادرة على شن هجمات بحرية.
كيف ستحوّل روسيا "ميسترال" المصرية لسلاح فتاك؟
تستعد روسيا لتوريد معدات خاصة وتكنولوجيا فائقة لمصر، لإعداد حاملات الطائرات من طراز "ميسترال"، حيث تسلمت مصر بالفعل، يوم 2 يونيو/حزيران الماضي أول حاملة مروحيات من طراز ميسترال، والتي أطلق عليها اسم "جمال عبد الناصر"، وتسلمت الحاملة الثانية في شهر سبتمبر/أيلول من العام ذاته.
بحثت مصر عن الدولة التي تستطيع تحويل هذه السفن من قطعة بحرية عادية إلى سلاح بحري فتاك، ووجدت في النهاية أن روسيا هي الدولة الأفضل في هذا التعاون وخاصة أنها قامت بالفعل بتصنيع المعدات والتكنولوجيا الخاصة بالحاملات.
وفي هذا الصدد، اقترحت روسيا على مصر تزويد حاملتي المروحيات المصريتين من طراز "ميسترال" بمنظومات أسلحة ومعدات عسكرية حديثة، ووسائل الحرب الإلكترونية ومعدات الملاحة والأجهزة المساعدة ووسائل الاتصال.
ولم تكتف روسيا بتقديم الدعم الكلي لمصر عن طريق التكنولوجيا الحديثة، بل تمكنت بالفعل من الفوز بمناقصة كبيرة أعلنت عنها مصر، وستورّد 15 مروحية من نوع "كا 52 ك" (التمساح) إلى مصر قبل نهاية العام الحالي، حيث أعلن المدير العالم لشركة "مروحيات روسيا"، أندريه بوغينسكي: "في شهر آب/ أغسطس نخطط لتوريد الدفعة الثانية المؤلفة من 3 مروحيات "كا 52 ك" إلى مصر".
وأضاف: "تم توريد المروحيات الثلاث الأولى، ويجري تدريب الخبراء المصريين لاستخدامها. وبشكل عام من المقرر توريد 15 مروحية من نوع "كا 52 ك" إلى صاحب الطلب في عام 2017".
وتعد مروحيات "كا 52 ك" تعديلا للمروحية الهجومية "كا 50" المعروفة بـ"القرش الأسود"، وهي مصممة لكشف وتحديد الأهداف المختلفة، المتحركة منها والثابتة، إضافة إلى تدمير المدرعات والمروحيات المعادية والطائرات المحلّقة على ارتفاع منخفض.
والسمة الرئيسية المميزة للنسخة البحرية للمروحية "كا 52 ك" عن البرية "كا 52" هي النظام الناقل، والذي يسمح بطي شفرات المروحية لتناسب السفينة الحاملة "ميسترال".
يذكر أن روسيا وفرنسا أبرمتا، في العام 2011، عقدا تقوم باريس بموجبه بتزويد موسكو بحاملتي مروحيات من طراز "ميسترال" بقيمة 1.2 مليار يورو، ونص العقد على أن تتسلم موسكو، في نوفمبر/تشرين الثاني 2014، الحاملة الأولى، إلا أن الأوضاع في أوكرانيا والعقوبات التي فرضتها الدول الغربية على روسيا على خلفية الأزمة الأوكرانية حالت دون إيفاء باريس بالتزاماتها في إطار الصفقة.
ولاحقا، اتفقت فرنسا مع مصر على بيعها السفينتين، فسلمتها الأولى منهما، في يونيو/حزيران الماضي، وأطلق اسم "جمال عبد الناصر" عليها، وفي سبتمبر/أيلول، استلمت مصر حاملة المروحيات الثانية التي حملت اسم " أنور السادات".