لا يمكن أن ينسى أحد تصريحات مرشد الإخوان الأسبق، محمد مهدى عاكف، قبل ثورة 25 يناير بفترة، التى قال فيها إن الوطنية عفن، وإنه يرحب بأن يحكم مصر شخص ماليزى، مردفا: "طظ فى مصر وأبو مصر واللى جاب مصر"، ولاحقا يبدو أن كلمات مهدى عاكف تحولت لنبراس يقود خطى الجماعة وعناصرها، فى المواقف الوطنية المختلفة، فمن اختطاف للدولة، وسيطرة على البرلمان، ونفى للقوى السياسية، إلى الدعوة للحفاظ على حياة إرهابيى سيناء فى عبارة مرسى الشهيرة "الحفاظ على سلامة الخاطفين والمخطوفين"، وصولا إلى التخابر لصالح قطر بحسب القضايا القائمة بحق مرسى وعدد من عناصر الجماعة، ومؤخرا تطور الأمر للتعبير عن هذا الموقف السافل من فكرة الوطنية والهوية المصرية، بالدعوة لعدم تشجيع البعض للمنتخب المصرى فى منافساته، وتطور الأمر لدى البعض للدعوة لتشجيع أوغندا.
قبل ساعات من مباراة مصر وأوغندا ضمن مباريات الجولة الرابعة للمجموعة الخامسة بالتصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم (روسيا 2018)، أعلن عز الدين دويدار، وعبد الله عياد، وحسين مصطفى، وعدد من عناصر وقيادات الإخوان المحسوبين على جبهة محمد كمال، عضو مجلس شورى الإخوان الذى قُتل قبل شهور فى تبادل نار مع الأجهزة الأمنية، تشجيع أوغندا، داعين لعدم تشجيع المنتخب الوطنى، فبينما دعا "دويدار" عبر صفحته على "فيس بوك" لعدم تشجيع المنتخب، قال "عياد" إن تشجيع أوغندا والمنتخبات المنافسة لمصر ضرورة وموقف مهم.
هذه ليست المرة الأولى التى تظهر فيها جماعة الإخوان حقدها على مصر ومؤسساتها المختلفة، حتى الرياضية، وتعلن تشجيعها للمنتخبات المنافسة للمنتخب المصرى فى البطولات الدولية، فالجماعة أعلنت عدة مرات أنها تتمنى الخسارة للمنتخب الوطنى فى المنافسات والبطولات التى يشارك فيها، وتعود هذه الظاهرة إلى المباراة التى جمعت المنتخب بنظيره الغانى فى مالنافسات المؤهلة لكأس العام 2014، التى خسرها المنتخب المصرى 6/ 1 على الأراضى الغانية، إذ أظهرت قيادات الجماعة حالة من الشماتة فى خسارة المنتخب، بل لم يخجل بعضهم من إعلان تشجيعه للمنتخب الغانى على حساب المنتخب المصرى، وكان منهم عز الدين دويدار أيضا.
الأمر نفسه تكرر خلال مباراه مصر وغانا فى التصفيات المؤهلة لكاس العام 2018، التى فاز فيها المنتخب المصرى بهدفين دون رد، فقبل المباراة بساعات أعرب عدد من عناصر الجماعة وقياداتها، عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة، عن تمنيهم لخسارة المنتخب المصرى أمام المنتخب الغانى لعدم الصعود لكأس العام، وهو ما لم يتحقق.
كما أظهرت الجماعة شماتتها عقب خسارة المنتخب فى نهائى كأس الأمم الأفريقية أمام منتخب الكاميرون، إذ خرج حينها عبد الرحمن لطفى، القيادى بتحالف الإخوان، معلنا سعادته بخسارة المنتخب المصرى، فيما أظهر عز الدين دويدار، القيادى بالجماعة، موقفه الرافض لتشجيع منتخب مصر فى تصفيات كأس العالم 2018 معلنا تشجيع أوغندا.
وقال عز الدين دويدار، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك": "مصلحة مصر أصبحت تتعارض مع مصلحة منتخب مصر، شجع أوغندا".
وتعليقًا على هذا الأمر، قال طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن تشجيع الإخوان لأوغندا وعدم تشجيعهم لمنتخب مصر أمر متوقع، فهم يكرهون الشعب المصرى ويشمتون دائمًا فى أحزانه ويحزنون فى أيام أفراحه، متابعا فى تصريح لـ"اليوم السابع": "كان المصريون على حق عندما تخلصوا من حكم هذا التنظيم الحاقد، فلم يكن الإخوان يومًا مصريين، ولن يكونوا مصريين، وتحديهم للشعب بهذه الطريقة الفجة يثبت هذا".
من جانبه، علق هشام النجار، الباحث الإسلامى، على هذا الموقف المتكرر من عناصر الإخوان، قائلا: "هذا هو المتوقع والطبيعى بشأن مجموعة من الخونة فقدوا تمامًا الحس الوطنى، فالمتوقع أن يتمنوا الهزيمة لمصر فى كل المجالات، بالنظر لكم الحقد الذى ملأ قلوبهم ومقدار ما يعانونه من أزمات نفسية نتيجة الإفلاس والعجز".