" لماذا اختار الرئيس السيسي تغيير التكتيك المصري الذي كانت تتبعه القاهرة منذ 60 عاماً وهو المفاوضات دون حل جذري"، جاء ذلك خلال تقرير أعدته مجلة إندبندنت الأوغندية قارن فيه بين الأسلوب الهش الذي تبنته إدارة المعزول محمد مرسي تجاه مياه النيل، وبين طريقة الرئيس السيسي التي تستند على التفاوض بشروط عدم تنازل عن حق مصر.
وقالت المجلة إن التغير في النهج المصري بشأن نهر النيل بدأ بمجرد تولي السيسي الرئاسة منذ 3 سنوات، حيث فضل أن يظهر لدول المنبع أن "العهد القديم قد ولى، وبدأ عهد جديد بين مصر وباقي دول حوض النيل".
وبدأ السيسي في استخدام الصرامة مع التفاوض ولم يشجع فحسب الدخول في أعمال تجارية واستثمارية أكبر نطاقا مع باقي إفريقيا، لكنه استخدم بذكاءه التفاوض حول استخدام مياه نهر النيل، بالضغط علي أثيوبيا من خلال عودة علاقات قوية مع الدول الأفريقية.
وفي 23 مارس 2015، التقى قادة مصر وإثيوبيا والسودان في الخرطوم وأبرموا اتفاقا تاريخيا حول مبادئ تفتح الطريق لتعاون إقليمي واسع النطاق بشأن استخدام مياه النيل.
ووفقا للمجلة الأوغندية، فإن الكثيرين يرون أن الاتفاق الذي وقع عليه الرئيس السيسي ونظيره السوداني عمر البشير ورئيس وزراء إثيوبيا هايلماريام ديزاليغن يستطيع إحداث تحول راسخ ينهي النزاع حول النهر.
وفي وقت لاحق للاتفاق، طار السيسي إلى أديس أبابا حيث ألقى خطابا داخل مبنى البرلمان الإثيوبي مخبرًا إياهم أن مصر ترغب في فتح صفحة جديدة بين الدولتين تعتمد على المصالح المشتركة، كما فعل الرئيس الراحل السادات عندما ذهب لإسرائيل في عقر دارهم ليثبت قوة مصر.
وتري المجلة الأوغندية، أن خطاب السيسي في هذا الصدد يختلف عن المعزول محمد مرسي الذي سجلت كاميرات التلفاز حديثه الهش عام 2013.
وقالت الصحيفة الأوغندية ما يهم السيسي التوصل إلى صفقة مشجعة، إنه يحاول التفاوض حول أفضل السبل التي يمكن لدول حوض النيل الاستفادة بها من مياه النهر في بنيتها التحتية.