رائد برامج الكاميرا الخفية في مصر والوطن العربي، وصاحب أشهر "إيفيهات" كوميدية تبادلها الجمهور على مدار 15 عامًا، وهي الفترة التي قدم خلالها برامج الكاميرا الخفية، التي أبرزت حجم موهبته التمثيلية في استعراض العديد من الشخصيات في كل موسم رمضاني، ومن أشهر تلك الشخصيات كانت "زكية زكريا"، التي من شدة نجاحها تحولت إلى عمل سينمائي بعنوان "زكية زكريا في البرلمان"، ومسرحية باسم "زكية زكريا والعصابة المفترية".

 

إبراهيم نصر النخيلي، أو كما عرفه الجمهور بـ"زكية زكريا"، من مواليد حي شبرا، 18 أغسطس 1946، وحاصل على درجة الليسانس من كلية الآداب، له العديد من الأعمال الفنية، التي حصد عنها عددا كبيرا من التكريمات، ومن أهم أدواره السينمائية كان "جعيدي" في فيلم "شمس الزناتي"، ودور الخال في فيلم "أكس لارج"، وغيره الكثير. الحقيقة أن إبراهيم نصر لم يكن ليحتل تلك المكانة في قلوب الجمهور لولا تقديمه لبرامج الكاميرا الخفية على مدار 15 عامًا، التي بدأت بلقاء قصير داخل مبنى الإذاعة والتليفزيون فى عام 1991، حينما اصطدم بعبد المنعم غالي، رئيس القناة الثانية، في أثناء مروره من أمام المبنى، والذي عرض عليه الصعود إلى مكتبه في الدور الثانى لطرح فكرة طرأت فى رأس الأخير، وعند وصولهما إلى الغرفة، شرح لـ"نصر" حاجة التليفزيون الشديدة إلى عمل كوميدى قصير يلتف حوله المشاهدون، فعرض عليه "نصر" فكرة تقديم برنامج الكاميرا الخفية كما يحدث في البلاد الأجنبية، لكن على الطريقة المصرية، وبعد تردد ومهاتفة رئيس التليفزيون، وافق وأمر بتوفير سيارة وكاميرا له، وبدأ في تنفيذ برنامج "انسى الدنيا"، باكورة أعمال الكاميرا الخفية، التي صارت فيما بعد البرنامج الأكثر مشاهدة في شهر رمضان الكريم لسنوات عديدة.

حققت الحلقة الأولى من البرنامج نجاحا واسعا، دفع المعلنين لوضع إعلاناتهم في البرنامج، الأمر الذي لم يرق لرئيس القناة الثانية لأن الإعلانات سوف تعطل عرض خريطة البرامج في مواعيدها، ما دعا طارق نور، صاحب شركة إعلانات حينذاك، إلى عقد اتفاق مع النجم الكوميدي على صناعة الجزء الأول من الكاميرا الخفية في العام التالي، وعن ذلك قال "نصر" في لقائه مع "صاحبة السعادة": "طارق نور قالي إن برنامجي عمله مشكلة، لأن محدش كان بيشوف البرنامج بتاعه وقتها".

وعن فترة تقديمه للكاميرا الخفية قال: "وقتها كانت نجوميتى فعلا، وحسيت وقتها إني ممثل له قيمة وقوى وموجود، والناس بتستناني كل يوم لمدة 15 سنة بلا توقف"، مضيفا: "كنت بذاكر للكاميرا الخفية طوال 9 أشهر، ولحد ما يتعمل ويتذاع في رمضان، وحصل ده لمدة 15 سنة كانوا بالنسبة لي أكتر فترة أصبت فيها باكتئاب شديد، لأني كنت باحط إيدي على قلبي طول السنة، لحد ما يتعرض البرنامج وأشوف ردود فعل الناس من بلكونة بيتي القديم في شارع شامبليون بوسط البلد، ورغم أن الناس كانت بتكسر القهاوي ضحك، لكني دايما كنت شايف إني ممكن أقدم حاجة أحسن".

 

أما عن أصعب المواقف التي تعرض لها خلال فترة تقديمه للكاميرا الخفية، كان في أثناء تصويره لحلقة داخل محل جزارة، والمفترض أنه يقدم دور "زكية زكريا"، التي يشتري زوجها كميات كبيرة من اللحم ثم يتركها ويرحل في مواجهة الجزار، فتصارحه بأن زوجها لن يدفع له، فيحبس الجزار، "نصر" في ثلاجة اللحوم، ومن ثم يخرجه ليضربه بالسيف، وهنا أفصح "نصر" عن شخصيته بعد هرب فريق العمل وتركه وحيدا، والمدهش أن الجزار الذي كاد أن يقتله، قام بعمل مأدبة غذاء لجميع أعضاء فريق البرنامج.