حلت امس الذكرى السادسة للرحيل الفنان فؤاد أحمد، هو فنان مثقف يهوي العلم ويؤمن بالتخصص، وبقدر ما افني حياته في التمثيل الذي برع وتألق فيه جاءت نهايته مأساوية، فقد أصيب بـ (العمي ) علي يد ماكيير بالتليفزيون المصري وذلك بعد وضع ماكياج بالخطأ، ليظل الفنان الي آخر رمق في حياته يطالب بعلاجه حتي يبصر النور ولو لحظات، ليأتي اهمال الدولة وغدر المهنة والزملاء ليكملوا علي البقية الباقية من معنوياته ليظل كذلك حتي رحيله.
وفي ذكري رحيله يرصد معلومات عن مسيرته الفنية ومعاناته مع الزمن.
ولد في 27 من يناير عام 1936 بالقاهرة وحصل علي ليسانس آداب وبكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية عمل في مسرح الحكيم منذ عام 1963، واشترك في عروض "المدبوليزم" حيث تالق وبرع في تقمص الأدوار وخاصة الشريرة، فقد ظهرت براعته في شخصية "هامان" في مسلسل محمد رسول الله وفي شخصية رجل العصابات في فيلم "المشبوه" مع عادل امام وسعاد حسني وشخصية البلطجي ورجل الليل في فيلم "خمسة باب".
قدم مسرحيات اشهرها"علشان خاطر عيونك" مع الفنان فؤاد المهندس، واللص والكلاب والجياع وجان دراك ومع خالص تحياتي، كما قدم 24 مسلسلا اهمها لا اله الا الله والدوامة وعلي باب زويلة والكعبة المشرفة والبؤساء وكان اخر اعماله مسلسل جحا المصري الذي جسد فيه دوره وهو كفيف كليا.
حصل الفنان بالفعل علي وعد لسفره للخارج، لكن ظل هذا الوعد حبيس الأدراج لمدة 17 عاما، وظل أحمد بهذا الوضع بدون استجابة من الحكومة او من نقابة الممثلين، الي ان توفي بعد اصابته بالاكتئاب والاهمال الشديد في بيته ليرحل في 15 اغسطس عام 2010 بمستشفي النزهة الدولي عن عمر ناهز الــ 74 عاما، كفيفا بدون ان يتحقق حلمه في ان يري ولو لحظات وتم تشييع جنازته من مسجد الشرطة بصلاح سالم واقيمت ليلة العزاء في المسجد نفسه.