جلس الزوج علي المقعد الخشبي، داخل محكمة الأسرة بمدينة نصر، مكفهر الوجه، دفن رأسه بين كفيه، ينتظر دوره أمام المحكمة، تشعر في ملامحه الحزن الشديد، وأثر التفكير فيما تعرض له علي يد شريكة حياته، بعد أن نقمت علي حياتها، وتبعت شيطانها إلي طريق بلا رجعة، فارتبطت بمدرس أولادها، وطلبت الخلع لتهنأ بعلاقتها معه.

يقول الزوج "أحمد. ج" بنبرات يملأها الحزن، أنه يعمل تاجر في مواد العطارة، فعل كل ما يستطيع ليضمن لأسرته حياة كريمة، لكن يبدو أن ذلك لم يكن كافيًا، بعد فترة عادت شقيقة زوجته وزوجها من دولة خليجية، بعد أن رزقهما الله بقدر جيد من الأموال، لكن تحول الأمر إلي لعنة لحقت بحياة الزوج، بعدما بدأت زوجته في مقارنة حياتها بحياة شقيقتها، تريد أن تنفق مثلها، حاول الزوج أن يوضح لها أن لكل حياته وظروفه الخاصة، وأن كلا منهم يجب أن يرضي بما قسمه الله له، لكن كلماته لم تكن كافية.

"منعتها تروح عند أختها خالص عشان أمنع المشاكل"، هكذا رأي الزوج حلا لمشكلته، لكن الزوجة استمرت في نهجها، حاول كثيرا أن يقومها؛ رغبة في أن تستمر الحياة من أجل أطفالهما، وخوفه علي مستقبلهم، ومرت الأيام، وطالبته الزوجة بضرورة إحضار مدرس خصوصي لأبنائهم، رغبة في رفع مستواهم التعليمي، وامتثل علي الفور لرغبتها، بل وطلب منها أن تختار هي المدرس، لكن الزوجة لم تكتفي بالمدرس لأولادها فقط بل أرادته لنفسها أيضًا.

يتابع الزوج، أنه فوجئ بعد مراقبة زوجته في المنزل، أنها تقوم بوضع مخدر له في الطعام والشراب، لينام فترات طويلة؛ لتبعده عنها، ولتمنعه عن حقوقه الشرعية، كتم الزوج علمه عن زوجته، خوفًا علي مسكن الزوجية، لكن أحوالها تغيرت بشدة، فهي تتحدث كثيرًا عبر الهاتف المحمول، بصوت هادئ، وحينما سألها عن محدثها أخبرته أنها صديقة لها؛ ما جعله يشك في أمرها.

تتبع الزوج ظنونه، واستعلم عن الرقم الذي تحدثه زوجته، بعدما أخذه من هاتفها خفية، ليكتشف المفاجأة، بأنه مدرس أولادها، الذي يصغر الزوجة بعدة سنوات، توجه علي الفور للمدرسة، وانتظر المدرس علي بابها، طلب منه الابتعاد عن زوجته، وأنه يعلم ما يحدث بينهما، وهدده بأنه إذا اقترب منها لن يتركه في حاله أبدًا.

يضيف الزوج، أنه عاد إلي منزله، وهو يستشيط غضبًا، وكسر هاتف زوجته، وضربها لتسقط علي الأرض في حالة إغماء شديدة، وطلب من شقيقته التي تعمل ممرضة، أن تفحصها، لتخبره بضرورة نقلها للمستشفي، لأنها مصابة بكسور في قدمها، وتحتاج للرعاية، وحمل زوجته لأقرب مستشفي، وأخبر أهلها أنها صدمتها سيارة أثناء عودتها من الخارج.

يتابع الزوج روايته، بأنه عقب خروج زوجته من المستشفى بعد أسبوعين، هددته بالقتل لأنه ضربها، وتسبب في كسر قدمها، ما جعلها لا تستطع الحركة لأشهر، لم يستطع الزوج فعل شيء، خوفا من أن تغضبه مرة أخري ليتكرر ما حدث، وبعد عدة أشهر استطاعت الزوجة الوقوف علي قدمها، ويضيف الزوج، أنه ذات صباح لم يجد زوجته في المنزل، وأخذت معها مصوغاتها، وحقيبة ملابسها، لتتركه دون أن تخبره بمكان تواجدها، وحرر محضر بقسم الشرطة بتغيبها.

ويضيف، أنه فوجئ بزوجته التي تعيش معه تحت سقف واحد، وقد أقامت دعوي خلع، منذ عام، وأن الدعوى حجزت للحكم مارس المقبل، دون علمه.

تقطع شقيقة الزوج حديثه، وتقول إن شقيقها علم بعد ذلك، أن زوجته ذهبت للمدرس الخصوصي بمنزله في الإسكندرية، ووجه لها إنذارًا بالمحكمة لتعود له، دون أن يذكر واقعة هروبها مع المدرس الخصوصي، خوفا من الفضيحة، وتمكن ابن عمهما من معرفة مكان تواجدها في عمارة سكنية بالإسكندرية، واتصل بها وكشف لها أن الزوجة تنوي الزواج من ذلك الشاب، لكنها تنتظر الخلع من زوجها.

قالت الزوجة من داخل محكمة الأسرة بمدينة نصر، وقالت بدورها، إنها لم تكن تتخيل أن تترك منزل الزوجية، بعد قرابة 20 عامًا، وأكدت أنها تزوجت عن حب، وساد التفاهم علاقتهما لفترة طويلة، لكن أسلوب الزوج وطريقته معها تغيرت كثيرا، وأعتقد خطأ أنها تقارن بين حياتهما وحياة شقيقتها، ولم يدرك أنهم بالفعل يعانون من أزمة مادية، والنقود التي يتركها في المنزل لا تكفي للوفاء بحاجاته، وعندما ناقشته في الأمر رد بأنه "الدنيا غلاء أجيب منين!".

وتضيف الزوجة، أنه عندما تعرفت إلي المدرس الخصوصي لابنها، حاول التقرب منها بشدة، وأقنعها بطلب الخلع من زوجها، وأنه سيتزوجها في منزله بمحافظة الإسكندرية، وأنها عندما طلبت من زوجها الطلاق رفض هذا الأمر، مما دفعها لترك المنزل والسفر للمدرس.

أنهت حديثها، بأنها تقدمت بدعوي خلع أمام المحكمة، ولم تهدد زوجها بالقتل مثلما قال، وأنه هو من تعدى عليها بالضرب المبرح، وكسر قدمها.