لأول وهلة، تشعر أنه شخص غير عادي، فبالرغم من وجوده في قبضة الشرطة، إلا أن ثباته وطريقة حديثه، توحي بأن أمرًا غريبًا يحدث.

مجدي زكي، ذو الـ 59 عامًا، جمع نحو 100 مليون جنيه من نشاطه الإجرامي في سرقة الشقق بمدينة نصر ومصر الجديدة والدقي، والذي استغل فيه دراسته للفنون التطبيقية وعلوم الخيال ( توقع الأشكال قبل بنائها) وقراءاته في علوم المنطق والإقناع.

يقول أحد الضباط، الذين ناقشوا المتهم فى جرائمه، إن "الدكتور" هو اللقب الحقيقي له، وهو من مواليد 1962 مدينة المنصورة محافظة الدقهلية، ودرس الثانوية العامة فى المنصورة، ثم التحق بكلية الفنون التطبيقية جامعة القاهرة لهوايته فن الرسم.

وأضاف الضابط، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن المتهم روي له أن هوايته تدرجت فى دراسة علوم الخيال والتوقع.

وأكد، أن المتهم أقنعه بأنه بريء في حديثه، ولكن تسجيلات الفيديو أثبتت عكس ذلك، وأثناء المناقشة، فوجئت بالمتهم يروي لي تفاصيل غير متوقعة.

وأضاف المتهم فى حديثه للضابط "يستحيل التقدم في العيش بلا خيال.. منذ تخرجي عام 2000 كان هدفي الحصول على الثروة.. واعتمدت على العلوم التي أعشقها في إقناع الآخرين بما أريده".

واستطرد "الخيال الطاقة السحرية التي تقود الإنسان إلى التمرد على واقعه، والتحرك خطوات مستمرة نحو الأمام، وسط حال من التوتر الدائم، الذي يرمي إلى بلوغ آفاق جديدة، وخوض مغامرات لا تنقطع.. فالخيال أختصر لي الزمان والمكان، ووفر علي الجهد والعرق بحجة الأفكار الذكية لترسيخها فى الرؤوس".

وضرب المتهم مثالا عن إحدى سرقاته: "فى أحد الأيام توجهت إلى شقة بشارع مكرم عبيد، وتمكنت من الدخول، عن طريق كسر قلب "الكالون" وفوجئت بصاحبها في الداخل.. فجلست معه وأقنعته، أني دخلت عن طريق الباب، ومعي مفتاح للشقة، وأن هذه الشقة اشتريتها من طبيب.. ومن الكوميديا أن صاحب الشقة قام بتقديم شاي لي.

وأضاف المتهم فى حديثه للضابط: "استخدمت "الإقناع" مجددًا مع حارس أحد العقارات وأقنعته بمساعدتي فى تنزيل المسروقات، وأني أرتبط بعلاقة قرابة مع صاحب الشقة، وهو من أعطاني مفتاح الشقة، وذلك بعدما ترددت على الشقة لمدة يومين قبل الحادث، والطريف في الواقعة، أنه هذه الشقة يمتلكها ضابط سابق بشارع مكرم عبيد".

المفاجأة التى فجرتها التحريات، هي أن المتهم استولي على مسروقات 41 شقة فى شارع عباس العقاد ومكرم عبيد فقط، واشتري بحصيلتها عقارًا كاملًا فى نفس الشارع (عباس العقاد).