في أحد الأزقّة الضّيقة بجزيرة الورّاق يقبع منزل متّشح بالسّواد، حيث تسكن أسرة سيد الطفشان ضحية اشتباكات جزيرة الوراق التي وقعت صباح أمس الأحد بين الأهالي وقوات الأمن، أثناء حملة إزالة للمباني المخالفة داخل الجزيرة.
داخل غرفة سيد تجلس سيدة ستينية هي والدة الطفشان تنتظر عودة ابنها للمنزل مرة أخرى، تقول وهي تغالب دموعها: "حق سيّد عند ربّنا، هو أحن عليه من أي مخلوق، بينما ترفض تصديق الواقعة وعدم رؤيتها لسيد مرة أخرى، مناشدة الرئيس عبدالفتاح السيسي بالقصاص لنجلها الذي حاول الدفاع عن جارته من سيدات الجزيرة وحمايتهن من التعرض لأي أذى أثناء الإزالة، معلقة: "كلنا هنا انتخبنا السيسي وعاوزاه يجيبلي حق ابني".
وتروي الأم تفاصيل الواقعة لـ «الدستور» موضحة أن نجلها يعمل سائق عربة كارو يحمل عليها الرمال والمخلفات حسب الطلب مقابل أجر يتفق عليه مسبقًا، وتزامن خروجه للعمل أمس مع أعمال الإزالة التي بدأتها قوات الأمن، حيث علم بوقوع اشتباكات بين الأهالي وقوات الإزالة، فتوجه على الفور لمكان الاشتباكات، وأثناء محاولة حماية إحدى السيدات تلقى طلقة نارية في الرقبة، ولفظ أنفاسه الأخيرة في طريقه للمستشفى، مضيفة أنه دفن في مقابر دمنهور، وأن استخراج تصريح الدفن استغرق الكثير من الوقت قائلة: "طول اليوم بنحاول نطلع تصريح الدفن وطلعناه بالليل".
"سندي في الدنيا وكل حاجة في حياتي".. كلمات تصف بها والدة سيد نجلها، فهو عائل الأسرة، فلم يكن مسئولا عن زوجته وابنه فقط، بل كان يتحمل نفقات علاج شقيقه المريض، الذي مازال يتلقى العلاج في المستشفى ولم يعلم خبر وفاة سيد حتى الآن، متعجّبة من تجاهل نواب مجلس الشعب لوفاة نجلها وعدم حضور أحدهم لتقديم واجب العزاء.
"أخويا مات غدر وذنبه إنه كان رايح يشوف أكل عيشه" كلمات بدأ بها محمد الطفشان شقيق سيد حديثه للدستور، مطالبا الرئيس عبدالفتاح السيسي بفتح تحقيق في مقتل شقيقه ومعاقبة المسؤول حتى لا يتكرر الأمر مرة أخرى، قائلًا: "كلنا مع الدولة ومع القانون وأتمنى القانون ينصفنا ويرجع لنا حق أخويا"
القصاص لسيد وتربية نجله الشاغل الوحيد لشقيقه محمد الذي وصف شقيقه بالبطل، مؤكدًا أنه لن يتخلى عن طفله الصغير وسيعمل على تربيته، فيما علقت شقيقته:"كلنا انتخبنا السيسي وعاوزينه يجيبلنا حق سيد اللي مات من غير ذنب".