قال الدكتور أحمد فخري، أستاذ علم النفس وتعديل السلوك بجامعة عين شمس، إن هناك مجموعة من العوامل المتشابكة التي تؤدي لجرائم القتل داخل الأسرة الواحدة بأن يقتل الآباء أبناءهم والعكس منها الأزمة الاقتصادية والاضطرابات النفسية والكثافة السكانية والإعلام الذي يبث مشاهد العنف ليل نهار.
وأضاف «فخري» في تصريح لـ«صدى البلد» أن هذه الجرائم بدأت ترتفع في المجتمع المصري بحكم تركيبته والكثافة السكانية، والإعلام الذي يبث مشاهد العنف التي بدورها تولد العنف بين أفراد الأسرة الواحدة، لافتًا إلى أن الأسر السوية والمتزنة نفسيًا دائمًا ما يكون بينها حوار مفتوح وأفرادها متعاونون ولا يوجد أسرار فيما بينهم، أما الأسر المختلة وظيفيًا تتسم باستقواء أفرادها بآخرين على الأسرة، وأن فردًا واحدًا فقط هو الذي يتولى جميع الأدوار والآخرون متواكلون عليه.
وأوضح أن الأسر التي يشيع فيها القتل والعنف النفسي والمادي يشيع فيها الأمراض النفسية وغالبًا أحد الوالدين يكون لديه اضطرابات عقلية، والخلل في التربية وارء البعض منها، فالآباء غير قادرين على تحمل المسئولية، وتلك الأسر هي مفرخة الأفراد غير الأسوياء الذين يمارسون العنف ضد المجتمع وأقرب الأشخاص إليهم.
وتابع أن المخدرات وانتشارها في المجتمع المصري تقف في أغلب الأحيان خلف الكثير من هذه الجرائم البشعة الغريبة على المجتمع المصري، فهي عامل رئيس في توليد العنف من الآباء تجاه الأبناء والعكس، وكذلك الاضطرابات النفسية خاصة عقلية التي بدأت نسبتها ترتفع، إلى جانب الظروف الاقتصادية التي تخلق نوعًا من العنف لعدم القدرة على تلبية حاجات الأسرة.
وفيما يتعلق بعلاج هذه الظاهرة، أكد أستاذ علم النفس وتعديل السلوك، أن البرامج الإرشادية هي سبيل العلاج المؤثر، وأن تقدم في مراكز الشباب برامج توعوية لإعادة ترميم بناء الأسرة المصرية، وتدريب الأطفال داخل المدرسة على بعض الأمور الأخلاقية لضبط الانفعالات.
وأضاف أن ممارسة الرياضة عليها عامل كبير لمكافحة هذه الظاهرة عن طريق تفريغ طاقات الآباء والأبناء، ومعالجة الأزمات الاقتصادية.