كشفت صور الأقمار الصناعية التى تم إلتقاطها منذ عدة أيام، وتدوالتها بعض وسائل الإعلام، وجود تجمع مائى أمام سد النهضة، لحوالى 200 مليون متر مكعب من المياه، وهذا وفق تقديرات الخبراء لا يمكن أن يسبب أى ضرر لحصة مصر المائية من مياه النيل، ولا يمكن لحكومة أديس أبابا أن تقوم بالتخزين فى بحيرة سد النهضة دون الإتفاق مع مصر والسودان، وذلك وفقاً لما هو متفق عليه بين الدول الثلاثة فى اعلان المبادىء الموقع من الرؤساء.
من جانبه أكد الدكتور عباس شراقى، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بمعهد البحوث الأفريقية، أن اثيوبيا لن تمكن من التخزين الحقيقى فى بحيرة سد النهضة هذا العام لصعوبة اتمام غلق الجزء الأوسط أثناء الفيضان، حيث يظهر فى صور الأقمار الصناعية، تكون بحيرة صغيرة أمام السد بمتوسط عرض 2 كيلو متر وطول 10 كيلو متر بارتفاع 35 متر فى المنتصف.
وأضاف شراقى أن الأمطار الغزيرة تتساقط على حوض النيل الأزرق فى يوليو حتى سبتمبر كما توضح خرائط توزيع المطر وهو ما أدى إلى أن فيضان المياه من أعلى منتصف السد كما هو واضح فى آخر صور الأقمار الصناعية (لاندسات 8) أول أمس،
وأوضح شراقى أن اثيوبيا كان من المقرر أن تنتهى من انشاء سد النهضة هذا العام إلا أن أن عدم اكتمال الجزء الأوسط يعكس رغبة الحكومة الإثيوبية فى عدم توتر العلاقات مع مصر ومد فترة المفاوضات أو الدراسات إلى أطول وقت ممكن دون صدام مباشر، وعلى الدول الثلاث مصر والسودان واثيوبيا سرعة التوافق على تنفيذ آلية التعاون فى الملء الأول وادارة السد دون انظر لإنتهاء الدراسات المقرر لها الشهر القادم ولم يتم منها شئ حتى الآن.
وأضاف شراقى أن إجمالى كمية المياة المحتجزة حوالى 250 مليون متر مكعب وهذا يعادل ما يصرفه السد العالى فى يوم واحد صيفا، وبالتالى لايعتبر تخزيناً حقيقياً، ولا يوجد مؤشر حقيقى عن حالة الأمطار هذا العام وان كانت البداية مبشرة، وقد حدث فى العام الماضى أن موسم الأمطار بدأ بكميات أعلى من المتوسط ثم انتهى بمعدل متوسط، ولايمكن تقيم حالة الأمطار إلا بانتهاء الموسم.
وأشار شراقى إلى أن هناك العديد من الأعمال الهندسية التى تستغرق ما يقرب من 3 سنوات أخرى متمثلة فى غلق الجزء الأوسط وتعلية السد حتى يصل إلى 145 متر، وقنوات مرور المياه غرب السد الرئيسى، والإنتهاء من السد المكمل بطول 5 كيلو متر وارتفاع 50 متر بالقرب من الحدود السودانية.
فيما أكد الدكتور حسام الإمام المتحدث الرسمى لوزارة الموارد المائية والرى، أن إثيوبيا لم تبدأ التخزين فى بحيرة سد النهضة حتى الآن، مشيرا إلى أنه من المعروف أن فيضان النيل الأزرق يبدأ من شهر يونيو ويستمر حتى أواخر سبتمبر من كل عام، حيث يجود النهر بالجزء الأكبر من مياهه خلال تلك الفترة ثم يقل ايراده المائي خلال باقى شهور العام.
وأضاف الإمام فى بيان صحفى أن مستوى وارتفاع  الانشاءات فى سد النهضة سوف يؤدى إلى ظهور بحيرة أمام السد أثناء مرور المياه منه، بسبب كميات المياه الواردة من المنبع والتى تفوق كميتها حجم التصريف من أنفاق السد بوضعها الحالى وكذلك مفيض الطوارئ (المنطقة الوسطى بالسد) وسوف يزيد حجم البحيرة عن العام الماضى نتيجة زيادة حجم الإنشاءات، إلا أن هذه البحيرة سوف تبدأ فى الانحسار التدريجى بعد انتهاء شهور الفيضان، مؤكداً أن كميات المياه المتواجدة فى تلك البحيرة لا تمثل أى ضرر على حصة مصر المائية.
وأشار الإمام إلى أن عملية ملء فى سد النهضة يحكمها اتفاق اعلان المبادئ الذى تم توقيعه فى مارس 2015 والذى ينص على تعاون الدول الثلاثة فى استخدام المخرجات النهائية للدراسات المشتركة وذلك للاتفاق على الخطوط الإرشادية وقواعد الملء الأول للسد وقواعد التشغيل السنوى، هذا وتقوم الوزارة بالمتابعة الفنية المستمرة للموقف.
وأكدت وزارة الرى أن التجمعات المائية أمام سد النهضة ليست ملء لبحيرة السد، وإنما هى نتاج لفيضان النيل السنوى وهى كمية قليلة ليست ذات تأثير، و أن بعض وسائل الإعلام تناولت بيان الوزارة خارج سياقه، فى إشارة إلى أن عملية ملء مياه بحيرة سد النهضة – بشكل عام – لن تضر بحصة مصر المائية.
 
وأضافت الوزارة أن كميات المياه المتواجدة حالياً بسبب فيضان النيل، ولا يقصد بها إطلاقا عملية ملء بحيرة سد النهضة والتى ترى مصر ضرورة التنسيق بشأنها طبقاً لإعلان المبادئ، ووزارة الرى تؤكد أن إعلان المبادئ الذى تم توقيعه  فى مارس 2015 يعتبر الإطار الحاكم لهذا الأمر وفقا لقواعد وأحكام القانون الدولى.
ويهيب المتحدث الرسمى للوزارة بوسائل الإعلام الالتزام بالحقائق والمعلومات التى ترد فى بيانات الوزارة نظراً للحساسية التى تتميز بها موضوعات المياه.
وكان الدكتور محمد عبد العاطى وزير الموارد المائية والرى، قد كشف فى وقت سابق عن وجود بعض العقبات حالياً فى مفاوضات سد النهضة، و لم يتم التوافق حتى الآن بين مصر وإثيوبيا على التقرير الاستهلالى للمكتب الاستشارى الفرنسى "ب.أر.أل" الذى يقوم باعداد الدراسات الفنية، لافتاً إلى أنه شىء طبيعى بين الدول، فقد حدثت مشاكل كثيرة وتم حلها، وفى الوقت الحالى نحاول حل الخلافات.