تحية على لمن وهب الروح والجسد ..وسلام على من انتقى الكفن كرداء

في مشاهد جنائزية مهيبة شيع مئات الآلاف من الأهالي في المحافظات، جثامين شهداء الوطن الذين اغتالتهم يد الغدر في الحادث الإرهابي أمس برفح، وسط حضور لقيادات القوات المسلحة.

لقطات مختلفة والحزن واحد

ضجت الفضائيات ومواقع التواصل الأجتماعي ببث لقطات حية من تشييع جثامين شهداء الواجب في عدد من المحافظات المصرية، التي اختلفت في تعاطيها مع هول الفاجعة إلا ان الحزن والأسى جمع قلوبهم وقلوب جميع المصريين على فراق أبطالها البسلاء وخير جنود أرضها.

ففي محافظة المنيا، رافق جثمان الشهيد مجند فراج محمد محمود أهالي قريته الى مثواه الأخير مكبرين ومهللين، الا أن اللحظة الأصعب كانت لحظة سقوط والدته مغشياً عليها فور وصول جثمانه وانهيار اشقائه .

ولم يختلف المشهد كثيرًا في دمياط ، ولكن سيدات مركز فارسكور بدمياط، اخترن توديع المجند محمد عزت، بالزغاريد أثناء تشييع الجنازة .

وفى الشرقية شيع المئات من أهالي قرية "المناجاة الكبرى" جثمان المجند الشهيد أحمد محمد علي، ابن القرية، في جنازة  مهيبة، وتسلم ذووه الجثمان ملفوفًا بالعلم المصرى، ابن عم المجند الشهيد قال أن الشهيد تمنى الشهادة منذ 10 أيام، وفي آخر زيارة لأسرته من فى عيد الفطر، قال لهم: أنا نفسي أموت شهيد فداءً لمصر وترابها الغالي.

وانخرطت أسرة الشهيد محمد السيد إسماعيل عريف متطوع بالقوات المسلحة وزملاؤه فى البكاء حزنا على فراقه، وتم تشييع جثمان الشهيد لمثواه الأخير بمقابر أسرته بالقرية.

وأدى الآلاف صلاة الجنازة على جثمان الشهيد النقيب محمد صلاح ابن محافظة أسيوط وسط البكاء والصراخ والعويل وترديد هتافات معادية للجماعات الإرهابية وانهيار تام لأسرته وخاصة والده الذى كان يردد دائما "حسبى الله ونعم الوكيل".

بطل الأبطال

أما الطفل حمزة البالغ من العمر 9 سنوات، نجل الشهيد العقيد احمد منسى، فأصر على ارتداء البدلة العسكرية وصعود عربة المطافئ بجوار جثمان والده خلال الجنازة العسكرية.

البطل الشهيد أحمد المنسي، الذى استشهد صباح أمس الجمعة، فى الهجوم الإرهابى على كمين بشمال سيناء، قصيدة في عشق الوطن، وذلك على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

وجاءت القصيدة كالتالي:

بطل كل الأبطال.. على مر الزمان..

قاهرة المعز يا مصر الفداء

درة التاج أنت ونبع الصفاء
سألت التاريخ عن يوم مولدك

وهل يشهد الأبناء ولادة الآباء
جذور شجرة بعمر الحياة

أظلت حضارة أنارت الأرجاء
تعاقب الفصول سنة الله

ما بين خريف التاريخ وربيعة العطاء
عواصف ورياح للغصن ضاربة

أصيلة صامدة كصخرة صماء
بلد السلام يا مصر أفديكي

بلد العزة بفخر ... بلد الآباء 
أرهقني يااا مصر عشقا

عشق المحارب لسيرة الشهداء
فنحن الصعيد بعزة أهلة

ونحن الشمال .. أهل الثناء
ويا نوبة الجنوب يا طيبة

ويا أهل البداوة قاطني سيناء
بكل شبر في أرضك الطاهرة

يحيا الجيش بشعبة العظماء
يتربص الأشرار بصفوة الأخيار

فوالله.. لا نامت أعين الجبناء
خصبة أرضك تنبت الأبطال

وقصة شهيدك تملأ الأصداء
شعبك الأبي العصي على الطغاة

أحن من أم الرضيع على الضعفاء
يحرس أرضك أسدك الضارية

ناجزة سيوفهم على الأعداء
وقبيل أن أرحل أوصيكم ونفسي

بوطن يستحق منا العناء
تحية على من وهب الروح والجسد
             وسلام على من انتقى الكفن كرداء

كما نشر قصيدة أخرى جاء فيها:

انتصر لمصريتك يا مصري

فأنا لمصريتي والله لناصر
أسلمت لله وجهي أولا

ولمصر جسدي والعينان تسهر

آمنت بإلهى وعروبتي

وبمصر وطني عن بعدها لا أصبر
عشقي لها فاق الحدا

وبحبها أموت/ أحيا لا أختر
يا مصـــــــــر

شهيد أنا بجيش الفدا

أصد الكيد وأمنع العدا
الله أكبر أنشودتي

والشهادة لي عين الرضا
لا تسأل عن حياتي

فمن غير الجهاد حياتي سدى
يامصـــــــــر

فيا ذكاء أمة وشجاعة

في جيش خالد والقعقاع
جيوش دافعت عن أمة

بإيمان وحب واقتناع
وبحكمة صلاح الدين

والعوام في جيشه من الأتباع
وابن زياد بطلا شجاعا

عبر المضيق وحرر الشراع
وقطز المظفر قائدا

وعقبة المجاهد بإيمانه دك القلاع
يامصـــــــــر

فيارب أفض عليا شجاعة وأرفق بحالي

سئمت أنا الفرقة وزاد الوهن من إحمالى

فإن لم يك بك غضب عليا فلا أبالى

وارزقنى ربُى رفقة حمزة إجابة لسؤالى

وبمصر فى قرآنك ذكرتها ورفعتها إلى المقام العالى

أفض عليها ربُى سكينة واحفظها لى محققا آمال

كما كتب قصيدة أخرى عّن الموت جاء فيها

يا قبورا تنادي أسامينا

ويا موتا يعرف كيف يصطفينا 
سطوة الموت لن تغير لقبنا

فنحن أحياء للشهادة سائلينا
(ميت) لقب لمن هو دوننا

والشهيد اسم من بالروح يفدينا
مهنتي الشرف والمجد أجنيه

وحب القلب للقلب يرضينا
فديناك يا مصر بالدم والروح

نعطي ولا نسأل من يعطينا
قد قضيت فى الأمان عدد سنين

وكم قضينا عن الأرض مدافعينا
وكم قضيت هروبا من الموت

وكم قضينا عن الموت باحثينا