يومياً يتحرك «عبدالوهاب» بسيارته لأكثر من 80 كيلو ذهاباً وإياباً، سكنه فى «مدينتى» وعمله بأحد البنوك داخل المطار يدفعانه لاستهلاك كمية كبيرة من البنزين يومياً، لم يكترث بالأمر إلا بعد زيادة أسعار البنزين الأخيرة، ليقرر استشارة جيرانه حول فكرته لتنظيم الحركة بصورة جماعية حسب خطوط السير والمواعيد، وفى أقل من ساعات بعد قرار زيادة أسعار الوقود أطلق مبادرة «وصّلنى»، ليصل عدد المشتركين فى الساعات الست الأولى إلى نحو 500.
أنشأ عبدالوهاب «جروب» على خدمة «واتس آب» باسم «وصّلنى»، ولاقت الفكرة إعجاباً بين جيرانه فى «مدينتى»، تفاعل الكثير مع الفكرة، ليقدم كل راغب فى الاشتراك بالمبادرة صورة من رخصة القيادة وبطاقة تبرز هويته: «عشان يبقى فيه معرفة بالشخص اللى هيشارك معانا وعنوانه»، حاول «عبدالوهاب» شرح فكرته على الجروب قائلاً: «لو إحنا مثلاً 4 شغلنا قريب من بعض، ليه مناخدش بعض ونبدّل، كل يوم واحد هو اللى يتحرك بعربيته، ولو أنا مثلاً رايح مشوار هكتب على الجروب واللى يصادف إنه كمان رايح يركب معايا»، مشيراً إلى أن الفكرة توفر مبالغ للبعض، وتقلل عدد السيارات المتحركة على الطرق، وراحة من القيادة بشكل يومى، والتى قد تؤدى إلى مضار صحية.
بمتوسط 5 إلى 7 لترات يومياً يستهلك الرجل الثلاثينى البنزين، بقيمة تتراوح بين 175 و245 جنيهاً أسبوعياً، فيما توفر المبادرة الجديدة نحو نصف هذا المبلغ، «كمان اللى معندوش عربية من الجيران ممكن يركب ويتقسم تمن البنزين على المجموعة حسب خط السير».
«مش بتوفر بنزين فقط، لكن بتساهم فى تقليل الحركة المرورية وسهولتها، وده سلوك ترشيدى جيد»، قالها محمد سليم، أحد الذين سارعوا بالمشاركة فى المبادرة، مضيفاً: «ندرس إنشاء جروب لكل منطقة بسبب الإقبال على المبادرة».